وجدت أنه من المهم جدا أن أشرح حيثيات و أسباب ما كتبته في البوست السابق و هي تمثل الرد على آراء المدرسة التقليدية - التي لولا أنها لم تأتي بنتيجة لكنت منها - اولا أنا صاحب مدرسة اسلامية- برجماتية (يعني عملية واقعية) يعني اللي يكسبني أعمله طالما لم يبتعد عن حدود الشرع - أما الذي يجعلني أخسر دائما فأكيد هو ليس من الشرع ! الموضوع ليس موضوع حقوق - فلوا كان موضوع حقوق لكنا اخذنا حقوقنا منذ زمن فلابد اذن من وجود طريقة رابحة لأخذ أقصى ما يمكننا من حقوق - في ضوء موازين القوى اما مبدأ استعادة الحقوق عن طريق مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فقائله هو أضل خلق الله - عبد الناصر- وهو اكثر من حصّل الفشل و رأس الخسارة !
طيب هل هذا المبدأ مبدأ إسلامي ؟ في السطور التالية توضيح لحقيقة الأمر
الموضوع موضوع سياسة + ادارة + ادارة استراتيجية و انا استخدم جميع هذه الأدوات او المهارات لتعظيم المكاسب و تقليل الخسائر
فإذا كانت القوة ستأتي لي بخسائر ضخمة و لن أجني بها أيه مكاسب ! اذن فمبدأ إستخدام القوة في هذه الحالة ضرب من ضروب العته و ادمان الخسارة
فالعبرة بتحقيق أكبر قدر من المكاسب و أقل قدر من الخسائر , و الطريقة التي تحقق لي المعادلة السابقة هي الطريقة الصحيحية و ما سواها هو هو الخطأ المبين , و الدين لا يأمرنا بالقتال لمجرد القتال ! لكن يأمرنا بالقتال لنحقق الفوز اذن فالفوز هو الهدف و القتال هو الوسيلة ! فأي وسيلة تحقق لي الهدف فهي وسيلة إسلامية لا ريب , و إلا كان الدين يأمرنا بالهزيمة أو يريد أن نبتعد عن استخدام العقل !
هناك علم اسمه علم الأستراتيجية , و هو عبارة عن مجموعة من المبادئ و الطرق التي كانت تستخدم في الحروب فصاغها الغرب في مبادئ و طبقها في السياسة و في الأدارة و في ادارة المؤسسات الكبيرة
فهي – أي الأستراتيجية – مبادئ ادارية من أصل عسكري
مثلا مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع هو مبدأ عسكري أساسا , لكن مثلا تم تطبيقه في كرة القدم , و يمكن أن أطبقه في شركة كبيرة لها منتجات أما منافسيها
و هو علم مفيد جدا و يحقق مكاسب كثيرة و هو خلاصة لتجارب و دروس قرون طويلة
و لقد حاولت أن أجد مبادئ من أساس إسلامي تكون مماثلة أو موازية لمبادئ الأستراتيجية - مع العلم أن علم الأستراتيجية في غالبيته ليس فيه ما يخالف الشرع – لكني فكرت هل يمكن استخلاص مبادئ موازية لكن من أساس إسلامي ؟
فبدأت و كنت أظن أنها لن تتعدى الثمانية مبادئ أو أصول , فظللت أبحث و أستخلص هذه المبادئ فوجدتها وصلت إلى خمسين مبدأ !!!!!!! , و وجدت أن الغرب يطبق معظمها ! أما العرب فلا يطبقون اكثر من أربعة منها على أكثر تقدير !!!!!!! و نسأل أنفسنا لماذا لا ننتصر ؟؟؟؟؟؟؟
و مبدأ استخدام القوة العسكرية لتحقيق النصر يمثل جزء بسيط من المبادئ التي تحقق النصر – فلابد من الأخذ بجميع – أو معظم هذه المبادئ لتحقيق أعلى المكاسب و تقليل الخسائر
و بالتأكيد فإن الإنتظار لكي نصبح أقوياء يستغرق عشرات السنين ؟ فهل نقف مكتوفي اليدي ؟ أما نستخدم وسائل آخرى ؟
و اللطيف أن العقلية التي تقف مكتوفة الأيدي و تستنزف قواها هي عقلية لن تصل أبدا إلى المقدار المطلوب من القوة و لو بعد مئات السنين !!!
أما العقلية التي تستخدم وسائل آخرى متاحة هي العقلية التي تستطيع مع الوقت اكتساب مزيد من القوة حتى اذا بلغت هذه القوة قدرا كافيا تحقق ساعتها مكاسب إضافية !
و ان شاء الله سأنشر قريبا هذه المبادئ الخمسين
آن الآوان لنتخلص من عقلية الهزيمة و نتخلى عن التعامل مع الأمور العظيمة الأهمية بعاطفية , و الكف عن الأساليب العنترية الجوفاء , فإنما أنا أتخلى عن مبدأ إسلامي لصالح مبدأ إسلامي آخر , و كلها هدفه الفوز و ليس الهزيمة !
حتى أشهر مبادئ الحرب لم يطبقوها ! فالحرب خدعة ؟ هل طبقناه ؟
حتى مبدأ العرب في الجاهلية – الحرب كر و فر – لم يطبقوها فاين مثلا الانسحاب التكتيكي ؟
و لم يتعلموا من دروس التاريخ
فصلاح الدين حرر القدس و بعض الأمارات الصليبية لكنه لم يستطع تحريرها كلها بل ظلت هناك إمارات صليبية قوية على أرض الشام ! ثم جاء الملك العادل و من بعده الملك الصالح ثم تورانشاه ثم شجرة الدر ثم أيبك ثم جاء قطز و حرر جزء من المتبقي ثم جاء بيبرس و اجهز على بقية الأمارات الصليبية بعد أن ضعفت !
كما نرى المعركة جولات و جولات !
فحربنا الآن سياسية تفاوضية إعلامية فهل نسعى و نحاول ان نكسبها ؟ أم نخسر هذه الحرب أيضا مثلما خسرنا الحروب العسكرية ؟
و هناك متغيرات سياسية كبيرة متمثلة في قدوم أوباما , أيضا تغيرات إقتصادية تريد أن تنتهي الحروب و الأزمات لكي يتحقق انتعاش اقتصادي , و هناك متغيرات إعلامية بظهور الانترنت و الفضائيات , فقديما كانت إسرائيل ترتكب المجازر و لا نعلم عنها شيئا و يصعب اثباتها أما الأن فهو كما ترون كل شئ معلوم و واضح
فلنستغل هذه المتغيرات لتحقيق مكاسب و تقليل خسائر و إلا ستحاسبكم الأجيال القادمة حسابا عسيرا و حساب الله أشد !
أما عن وحدة الفلسطينيين أو وحدة العرب أو وحدة المسلمين , فأنا أنظر لقضية الوحدة هذه من منظورين و كلاهما يؤديان لنفس النتيجة
المنظور الأول هو المنظور العملي – فعمليا لم نستطع تحقيق أي وحدة خلال قرون مضت اللهم إلا استثناءات قليلة و لفترات زمنية قصيرة و كانت وحدة جزئية – أي محدودة ! فما الجديد الذي حدث حتى يجعلني أوءمل في تحقيق وحدة ؟ فالعرب هم العرب و النفوس هي النفوس و التاريخ و الواقع خير شاهد !
المنظور الثاني هو المنظور الديني و حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
إن الله زوى لي الأرض . فرأيت مشارقها ومغاربها . وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها . وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض . وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة . وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . فيستبيح بيضتهم . وإن ربي قال : يا محمد ! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد . وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . يستبيح بيضتهم . ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2889
خلاصة الدرجة: صحيح
و معنى الحديث أنه لو اجتمع أهل الأرض جميعا للقضاء على المسلمين فلن يستطيعوا ذلك , لكن على الجانب المقابل هزيمتنا تأتي من أنفسنا بأننا نقاتل بعضنا بعضا !
و الحديث التالي يزيد الأمر توضيحا :
سألت ربي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين ، و منعني واحدة ؛ سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة ، فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها ، و سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ، فمنعنيها
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3593
خلاصة الدرجة: صحيح
ففرقة المسلمين هي قدر من الله ! لا فكاك منه بالأسباب الدنيوية ! و الحل هو الفرار من قدر الله إلى قدر الله !
و سبحان الله الذي قدر أنه لا وحدة للمسلمين – أو العرب – إلا بالدين !
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الأنفال 63
فالله سبحانه و تعالى يقول لو أنفقت ما في الأرض جميعا !!!! أي مهما حاولت من أسباب دنيوية لتأليف قلوبهم لن تجدي نفعا !!!!
وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ آل عمران 103
انظروا إلى كلمة أعداء !!! و من الذي أنهى هذه العداوة و كيف ؟
الذي قضى على هذه العداوة هو الله عز وجل
و كيف ؟ عن طريق الأعتصام بحبل الله
صدق الله العظيم