الجمعة، 22 أكتوبر 2010

إسرائيل قدوتنا




أعتذر أني سأخيب ظن القراء الذين سيظنون أني أتلاعب بالألفاظ في العنوان , فيعتقدون أني أقصد بكلمة إسرائيل هو سيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف عليهما السلام , لكن الحقيقة أني أقصد تماما إسرائيل الدولة
و هذه المقال هي لتوضيح لماذا يجب أن نتخذ من إسرائيل قدوة لنا – و رغم قسوة الكلمة – لكن الواقع أقسى
هذه ليست دعوة لتعظيم العدو أو إعطاؤه أكبر من حجمه , و ليست فصل جديد من فصول جلد الذات أو الهزيمة النفسية , لكنها رؤية صادقة لحقيقة صادمة

ما الذي تقوم به إسرائيل و يستحق الاقتداء ؟ :

التخطيط الجيد – بشقيه قصير و طويل الأمد -
التنفيذ الجيد (و استخدمت لفظ جيد و ليس جيد جدا أو ممتاز)
تحكيم العقل لا العاطفة
أسلوب المبادرة لا رد الفعل (نقطة البدء تكون من عنده , و متى يبدأ و متى ينهي)
التحسب للمفاجئات
استغلال المفاجئات (أي استغلال أي مفاجئة تحدث لم تكن في حسبانهم)
تصدير المشاكل للخصوم
العمل على أن يكون دائما للخصم كم من المشاكل التي تلهيه – فلا تدع له فرصة للتفكير أو المبادرة أو حتى التقاط الأنفاس -
تضييق الخيارات المتاحة للآخرين
كسب التعاطف و العمل على تحسين صورتهم
استخدام القوة لفرض سياسة الأمر الواقع و اتباع المناورات لتكريس التغيير ليصبح واقع
عدم الصراخ بالقوة
عدم التفوه إلا بما يقدرون عليه – فتعلو مصداقيتهم و تعظم هيبتهم -
استدراج الآخرين لقضايا فرعية
كسب الحلفاء
الغاية تبرر الوسيلة
استغلال الداخل للتنصل من المواقف السابقة (بحجة ضغوط الرأي العام – في حين أنهم هم من يوجهون الرأي العام عن طريق الإعلام !) بل و التذرع بالرأي العام للخصم للتنصل أيضا من الالتزامات !
اتباع سياسة تقسيم الأداور – يظهرون بمظهر المتنافرين لكن ليس كذلك – فقلوبهم ليست واحدة لكن مصالحهم واحدة !
دفع الخصم للبدء من الصفر مع الاحتفاظ بما حصلوا عليه من الخصم
الخروج على الخط السائد من حين لآخر حتى لا يتم التنبوء بما سيفعلونه مستقبلا (أي يصبحوا غير مقروئين للخصم) – أي كسر الثوابت من حين لآخر مع العودة إليها ثانية
دراسة الخصم و سلوكياته للتنبوء بأفعاله و ردود أفعاله

دفع الخصم لسلوك عكس ما سبق تماما أي :

تشجيع الخصم على العشوائية و عدم التخطيط , و التخطيط القاصر و المعيب
دفع الخصم لتنفيذ خططه الفاشلة ! و عرقلة تنفيذ الخطط الجيدة  و إظهار عيوب مفتعلة و غير حقيقية في الخطة الجيدة لدفعه لتغييرها !
دفع الخصم للتحرك بالعاطفة لا العقل
تشجيع الخصم على سياسة ردود الأفعال و تخويفه من المبادرة
صرف نظر الخصم عن أي مفاجئات مخططة
العمل على تحييد أي تحرك محتمل للخصم لاستغلال مفاجئات تحيق بإسرائيل
تحييد أي عمل من شأنه تصدير مشاكل لإسرائيل مع سد أي ثغرات ممكن النفاذ من خلالها
كلما ضاقت الخيارات أمامهم فتحوها باقتراحات و اختيارات مبتكرة و تضييع الوقت في مناقشة الاقتراحات
تشويه سمعة الخصم – لكن بشكل غير مباشر لا يد لهم فيه –
العمل على تقييد أي نمو لقوة الخصم مع تخويفه من مغبة إستخدام قوته
دفع الخصم لمواقف هوجاء صراخية لتقليل مصداقيته و زوال هيبته
عدم تمكين الخصم من استدراجهم لما يريده – فرض الأسلوب و الأهداف –
العمل على تفكيك (و افشال ان أمكن) أي تحالفات يقوم بها الخصم بل و تقليل فرصة قيام تحالفات أصلا و العمل بالعكس على جعله يكسب اعداء جدد
جعل الخصم يلتزم بأخلاقيات و مبادئ لاحراجه و جني مكاسب مجانية من وراء ذلك
استغلال الرأي العام للخصم في دفعه لاتخاذ مواقف غير مخططة و عشوائية – تحت ضغط الرأي العام –
اظهار الخصم ككتلة واحدة فتلتصق به أي عمل خارج تقوم به فئة طائشة – أي تحميل الخصم مسئولية أي عمل مسئ للسمعة –

هناك جملة ذكرت في فيلم غبي منه فيه على لسان هاني رمزي : أنا مش عارف اللي بيحصلي دة سوء حظ و لا غباء من الآخرين !
ذكاء اليهود أم خيبة العرب ؟
أترك لكم الإجابة . . . . .

هناك 4 تعليقات:

  1. أستاذنا بلوجاتي..
    مــــــبدع كالعادة، أسلوب تفكير مميز، نظره مختلفه للأمور..
    زي كل مره مواضيع دسمــه.. بتستفز تفكيرنا بالمشكله.. وبتقدم لنا حلول جذرية!

    وبجد بجد خساره المواضيع دي ومواضيع المدونه الدينيه يتنشروا في مدونه بس...
    عقبال ما نشوف مؤلفاتك في كتب.. وتناقشها في مؤتمــرات :)


    بالنسبه للبوست..عاوزه الفت النظر ان فيه نقاط كتيره بيعتمد تنفيذها على الاعلام.. اللي هو أحد أهم نقاط ضعفنا وقوتهم!

    لكن عندي اعتراض على جملة "الغاية تبرر الوسيلة".. ده ضد مبادئنا وما ينفعش نقتدي بالجزئية دي

    وربنا ينفع الأمة بعلمك

    ردحذف
  2. اختلف معك - في موضوع الاعلام -

    ما ينقص العرب :
    1- مهارات عقلية
    مثل وضع الأهداف و التخطيط و الخطط البديلة , و الخطط الوقائية

    2- مهارات إدارية
    بعني تنفيذ ما سبق تخطيطه - فهذه تحتاج لقدرات إدارية

    3- نوعية بشر - يتم إعدادهم - قادرين على التنفيذ

    كلام سيادتك يبقى مضبوط - لو احنا مهزومين في الحرب العلامية فقط - لكنا مهزومين في كل الحروب الاخرى !!!!


    ثانيا : موضوع الغاية تبرر الوسيلة

    انا مقلتش نتخذ إسرائيل قدوة في كل شئ - لكن نتخذهم قدوة في اجتهادهم و سعيهم الجدي لتحقيق مصالحهم

    كمان - الغاية تبرر الوسيلة - هي بشكل عام قاعدة لا يجيزها الشرع
    لكن بشكل خاص هناك استثناءات - لكي لا يستفيد العدو من اخلاقياتنا - لكن استخدام قاعدة الغاية تبرر الوسيلة لابد ان يتم بحذر شديد جدا

    مثال : المخابرات - يحتاجون لهذه القاعدة جدا - و لا نستطيع ان نمنعهم منها

    جزاكي الله خيرا

    ردحذف
  3. انا حقيقى اكتر حاجه بتعجبنى فى اسرائيل انها فاهمة شغلها صح ومخخطة لكل حاجة وبتنفذ بالحرف اللى خططتله وبتسعى لهدفها
    وياريت تبقى فعلا قدوتنا فى تحقيق ما نسعى اليه لكن مش فالشر.
    (نونو)

    ردحذف
  4. مساء الخير أستاذ بلوجاتي جزاك الله خير على مجهودك بالنسبة للموضوع أنا حاسة انه عندنا في العالم العربي tabooاننا نمدح خصومنا أو اننا نشيد بيهم وده بسبب اننا كشعوب عربية تغلب عاطفتنا على عقلنا ده غير اننا أكتر ناس شاطرين في رد الفعل ونقعد شهور نعيط على اللبن المسكوب زي مابيقولو ونضيع وقتنا في التصريحات والتاريخ مازال يعيد نفسه وللأسف لسه مبتنعلمش فيه مثل انجليزي بيقول If you fool me once shame on you ,if you fool me twice shame on me...ريما

    ردحذف

لا تنسى ترك اسمك - ليسهل عملية الرد