الاثنين، 15 مارس 2010

خدعوك فقالوا : هذا الأمر لا يوجد عليه نص صريح من القرآن أو السنة


كلما أراد المنحرفون تحريف الدين – مثل جماعات حقوق المرأة – نجدهم يستخدمون هذه الجملة هذا الأمر لا يوجد عليه نص صريح من القرآن و السنة ,  و لو وجد نص فانه يفرغونه من معناه
و هذا هو التحريف بعينه , و تناسوا أن عدم ووجد النص الصريح لا يعني أن الأمر مباح مطلقا – فعندما لا يكون هناك نص صريح يتم اللجوء لوسائل الاجتهاد المشهورة في الفقه الاسلامي مثل القياس و القرآن يقول :
 وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً    النساء 83

بنص الأية هناك شئ اسمه الاستنباط و يقوم به فئة محدودة من العلماء و يجب أن نأخذ بقولهم

فمثلا السجائر ليس فيها نص صريح , غالبية المخدرات لا يوجد فيها نص صريح , بل هناك أنواع من المخدرات – تسبب الادمان – و ليس لها تأثير مسكر بل بالعكس لها تأثير منشط !
الأموال كانت ذهب و فضة دنانير و دراهم , الآن هي أوراق ليس لها ضمان , فلو قلنا ليس فيها نص صريح , فليس في أوراق النقد زكاة و لا ينطبق عليها تحريم الربا – الخلاصة الاستنباط جزء من الدين و هدفه استخراج الأحكام من الأدلة الغير صريحة

فجعلوا تعيين المرأة قاضية ليس فيه نص صريح , تولي المرأة رئاسة الدولة ليس فيه نص صريح , حجاب المرأة المسلمة ليس فيه نص صريح , أما مساواة المرأة بالرجل ففيها نص وهو النساء شقائق الرجال ! (و الحقيقة أنه نص متشابه لا محكم , انما النصوص المحكمة تقول بوجود فارق بين الرجل و المرأة  و تعطي الرجل سلطة أكبر و تحمله بمسئوليات أكبر في المقابل)
فإن كان هناك نص صريح حاربوه بالمتشابه , حاربوه بالأخذ بالشاذ من الآراء الفقهية – من زلات العلماء- , و إن كان هناك نص متشابه يصب في أغراضهم جعلوه محكما , ولو كان النص المتشابه لا يصب في مصلحتهم حوروه ليفرغوه من معناه , و هذا هو التحريف بعينه

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ   آل عمران 7

 مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَٰعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً    النساء 46

هناك 8 تعليقات:

  1. ان شالله ترجع الامة لوعيها و رشدها ...
    و عهدها القديم و تمسكها بالدين ..
    ان النصر لله ...

    أسف على المرأه لما تجردت من انوثتها و زاحمت الرجل في كل شيء .. فأصبحت لا هي مرأه و لا هي رجل ..
    حائره
    ضائعه
    و صوتها هو فقط ما نسمعه و لا نرى الا مشاهد تأبى العين الصحيحه ان تنظر اليه
    و الفطره السليمه تستنكره

    اشكرك يا استاذ بلوجاتي ..
    انا معك ف هذا الرأي و ضد النداءات الزائفه تماما...
    لا اطالب بأي حق لأن لدي الثقه الكامله بأن حقوقي محفوظها و هي ما شرعها سبحانه .. فهل بعد هذا التشريع تشريع!!!


    موناليزا...

    ردحذف
  2. أنا بشوف النص الصريح مثلا في العقوبات الأسلامية وفي الآيات ال فيها تحريم للربا و الخمر ..إلخ !! والله أعلم .
    واستنباط ال بتحكي عليه لأهل العلم الحقيقين النادرين ! طبعا و الاختلاف وارد ..
    وبالنسبة للموضوع الأساسي ال تكلمت عنه _" بالنسبة لولاية المرأة "_ أنا ما ممكن أحكم فيه ولا أقول كلمة لاني مش أهل لذلك ..
    و
    لكن أنا بستهجن لما أشوف أنه الناس ما بنحرق دمها إلا لما يكون الموضوع بخص المرأة ليش يا ترى ؟ مع أنه قوانينا في منها الكثير ماله علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالحدود الإسلامية ..
    بتوقع أنه لو سألت أغلبية الناس عن رأيهم بتطبيق الحدود رح يقولولك أنه هي قاسية ! ممكن ما بتناسب عصرنا..إلـخ! ولو كان السؤال الثاني عن تولي المرأة القضاءأو غيره بقولك قال الله وقال الرسول _هذا إذا كان حافظ شي _
    يعني الخلاصة إحنا أمة جاهلية الفكر بجدارة
    يا رب أكون غلطانه ..
    ..
    آلاء .

    ردحذف
  3. الأخت آلاء

    عشان أكون محدد

    أولا أنا بتحمق لأي شئ ينتهك من حدود الله و مؤمن بطبيق الشريعة الاسلامية و الأهم من ذلك روح الاسلام و أخلاقياته

    ثانيا : فيما يخص الصريح من الأحكام : أقول كلما ازاد المرء علما ازادات رؤيته و يصبح ما هو غير صريح للعامة يصبح صريح بالنسبة له و يظل يتدرج في العلم إلى أن يصل لدرجة الراسخين في العلم المذكورين في القرآن

    ثالثا : لكي أحصل على هؤلاء العلماء لابد ألا أضغط عليهم - ليقولوا قولة الحق دون ضغوط - لأنهم بشر في النهاية

    رابعا : أجندة جماعات حقوق المرأة لا أقول مشبوهة بل هي ضد الدين - لكنهم مثل المنافقين يخشون المواجهة المباشرة فيتخفون وراء المطالبة بسماحة الاسلام و اعطاء حقوق المراة الضعيفة و نصرتها لكن الحقيقة - دون الاحتياج لمجهود للوصول إليها - هي أنهم لايريدون الحجاب و الغاء تعدد الزوجات , الطلاق يكون باذن القاضي , و مساواة المراة بالرجل في الميراث

    خامسا : انا وان كنت من الذين يرون أن المراة و خصوصا في الأقاليم مظلومة وم هدرة حقوقها و ملكاتها - لكني أرى أن الاصلاح يجب ان يكون شاملا - لأن الفساد أصبح شاملا ايضا ! انك اذا سألتي مثلا أما ريفية ماذا تريدين ستقول أريد أن تجدوا وظيفة لابني !
    و أرى أيضا أن الاسلوب التحريضي الذي تستخدمه جماعات حقوق المرأة - يضر و لا ينفع , و تنتج حساسية لدى الرجل لن تصب في مصلحة حقوق المرأة - لكن جماعات حقوق المرأة - يريدون الظهور و المناصب على جثة المجتمع

    تحياتي

    ردحذف
  4. شكرااااااااااااا

    ردحذف
  5. انا حقيقه
    شدني هذا العنوان لموضوع اشغل فكري ومازال
    وهو اختلاف العلماء بين اجازة وتحريم الموسيقى

    خاصة انك تسمي بعض الفتاوى بزلات العلماء
    فكيف يقع اكثر من عالم في نفس الزله ؟

    ثم ان كان رأي العالم والفقيه يوافق العقل والمنطق ولكن لا يصور الواقع اين المشكله هنا هل هي في الرأي ام في الواقع ؟

    اي ان كانت الموسيقى حرام في وقتنا لما يصحبها من خلاعه ومجون هل هذا يعني انها حرام في ذاتها ام انه من باب سد الذرائع وهذا لا يوافق العقل حيث ان الانسان قادر على التمييز بين الصواب والخطأ والحلال والحرام

    واني ابغض الاندفاع وراء الاهواء ويثير استغرابي ان ارى اناسا يؤمنون بحرمة الموسيقى ويستمعون لها ويتبادلونها علنا ف في هذا تناقض كبير ؟؟ ولا احب ان اكون كذلك وهذا مادفعني الى البحث في هذا الموضوع رغم ان الكثير يستصغره ؟

    free thinking

    ردحذف
  6. free thinking

    غرض الموضوع - انه لتبين الحكم الشرعي في موضوع ما , فلابد للرجوع للنصوص - الصحيحة - و الاستنباط منها حتى و لو لم تكن النصوص صريحة

    و أحد أهم الاشتراطات التي تعين على الوصول للحق أو الوصاب في المسألة هي التجرد و عدم وجود الرأي المسبق و عدم وجود الضغوط - و كلها واحد
    أما أن أدخل على المسألة و نيتي التحريم أو غرضي التحليل - فهذا لا يسمى فقها

    بخصوص زلات العلماء
    أود أن أوضح شيئا هاما
    هناك خطأ و صواب و أصوب , و صواب مختلط بخطأ و خطأ مشوب بصواب , و إذا كان الخطأ شنيعا - نسميه زلة

    و بخصوص تكرار الزلة - فهذا ممكن - فإذا سار المرء في نفس المسار التفكيري و انتهج نفس الطريق فغالبا سيصل لنفس النتيجة

    و بخصوص الموسيقى - أعتقد - أن الموسيقى منذ قديم الأزل و هي سيئة السمعة - لاختلاطها الدائم بالمجون و الاستهتار - وما زال هذا هو السائد , فالغالب على القنوات الفضائية الغنائية هو الفساد
    و هذا الاختلاط بين الموسيقى و معاصي أخرى هو الذي جعل الرأي بتحريم الموسيقى هو السائد في كل العصور

    أما الرأي الفقهي - فهذا ليس مكانه

    تحياتي

    ردحذف
  7. اشكرك استاذ بلوجاتي
    اتفق معك في كل ماذكرته
    وخصوصاً مسآلة التجرد
    (اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه )
    كنت اطمع في ان اعرف رايك في المساله (من الناحيه الفقهيه)
    ولكن مثل ما تفضلت هذا ليس مكانه

    شكرا
    free thinking

    ردحذف
  8. اهلا بك اخي الكريم

    يمكنك طرح سؤالك في مدونتي الاخرى - الدينية -
    الاجتهاد و التجديد

    ردحذف

لا تنسى ترك اسمك - ليسهل عملية الرد