الاثنين، 17 مارس 2008

الفكر كما ينبغي أن يكون ....!

في كتابه "الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة" كتب المرحوم مالك بن نبي أن خبراء الإعلام والحرب الفكرية في الغرب يطبقون على المسلمين نظرية "الاستجابة الشرطية" التي صاغها عالم النفس الروسي "بافلوف"، فهم يستفزونهم من وقت لآخر، حتى يشغلونهم عن التخطيط الإستراتيجي والعمل المنهجي، ويستنزفونهم في ردود الأفعال الغاضبة التي تفور فجأة ثم سرعان ما تذبل وتتلاشى. ونظرا لهيمنة العواطف على تفكير المسلمين اليوم، فليس من الصعب التنبؤ بنوع ردود أفعالهم على هذا الاستفزاز أو ذاك. وفي مكان آخر من كتابه يقول بن نبي إن أولئك الخبراء الخبثاء يلعبون بنا لعبة الثور الأسبانية. فاللاعب الأسباني يلوح بالقماشة الحمراء في وجه الثور، فتثور ثائرة الثور ويبدأ في مهاجمة القماشة دون جدوى، حتى تخور قواه ويسقط على الأرض. والمتتبع للتهجمات الغربية على الإسلام، منذ سفاهات سلمان رشدي وآياته الشيطانية في الثمانينات إلى الرسوم الدنماركية القذرة، يدرك أن تشخيص مالك بن نبي في غاية الدقة. كما يدرك أن خبراء الإعلام والحرب النفسية لن يعدموا مثيرا آخر يستفزون به القوى الإسلامية، في عملية استنزاف أبدية.



من أفكار مالك بن نبي:-
مفهوم القابلية للإستعمار:جملة خواص اجتماعية تسهل سيطرة الغزاة على الأمة، وتؤدي إلى استمرار الوضع المنحل للحضارة، فهناك مجتمعات تعرضت للاحتلال العسكري لكنها مجتمعات غير قابلة للاستعمار مثل احتلال ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية، وفي المقابل توجد مجتمعات لم تتعرض للاستعمار لكنها قابلة للاستعمار
- تكديس منتجات الحضارة :"طبيعي أن التكديس لا يؤدي إلى إنشاء حضارة؛ لأن "البناء وحده هو الذي يأتي بالحضارة لا التكديس، ولنا في أمم معاصرة أسوة حسنة.إن علينا أن ندرك أن تكديس منتجات الحضارة الغربية لا تأتي بالحضارة.. فالحضارة هي التي تكون منتجاتها، وليست المنتجات هي التي تكون حضارة.. فالغلط منطقي، ثم هو تاريخي؛ لأننا لو حاولنا هذه المحاولة فإننا سنبقى ألف سنة ونحن نكدس ثم لا نخرج بشيء".)


- المعارك الوهمية: إن رجلا جزائريا طلب أن يتكلم وظل يصيح أريد أن أتكلم، وكلما اعتلى شخص آخر المنبر ظل يصيح صاحبنا: أريد أن أتكلم، وأخيرا سمحوا له أن يعتلي المنبر فصعد وفي يده مكنسة وهتف قائلا: أريد أن "أكنس" الاستعمار من الجزائر كما أكنس التراب بهذه المكنسة، ثم هبط من المنبر ووجهه مطمئن باسم كله رضا، لقد قام بدوره في مقاومة الاستعمار بهذا المشهد، وحول الشحنة الإيمانية إلى شحنة كلامية ضاعت في الهواء، ولم يبقَ شيء نقدمه للأوطان في المعارك الحقيقية.
اعتبر مالك بن نبي أن ليس هناك مشكلة للمرأة معزولة عن مشكلة الرجل، فالمشكلة واحدة، هي مشكلة الفرد في المجتمع، فقد حاول الكثيرون، بوحي من الفكر العربي التجزيئي، النظر إلى قضية المرأة كقضية مستقلة، ومن ثم خلقوا معركة مفتعلة بين أفراد المجتمع الواحد، ووضعوا المرأة في مواجهة الرجل، وهذه قمة التجزيئية وتشويه حقيقة الصراع الحضاري، لأنه يضع الزوجة في مواجهة الزوج، والبنت في مواجهة الأب والأخت في مواجهة الأخ وهلم جرا، فيتحول الصراع من صراع المجتمع ضد التخلف الحضاري والاغتراب إلى صراع داخل المجتمع نفسه، مما يلهيه عن التصدي للتحديات في بناء متماسك.

ومع ذلك وبعد ذلك فإن المسلمين ـ إلا القليل ـ لا يشعرون ولا يدركون أعظم منكر ومصيبة يعيشونهما ، بل ويسهمون فيهما أيضاً ! إنه منكر تحييد شرع الله عن ضبط حياة المسلمين !! ومصيبة غياب الإسلام كمنهج حياة ، وليس كمنهج حكم وحسب !
لماذا ؟؟ ...
لأنَّ الـتـدين الذي لُـقـنَّـاه هـو تدين الفرد ، وتعـمير الآخرة ! تـديُّـنٌ ( انـج سعـد فـقـد هـلك سُعـيـد ! ) . تدين لم يتدبر قول الله عز وجل : " أجعـلـتـم سقــايـة الحـاج ، وعـِـمـارة الـمســجد الحــرام ، كـمـن آمــن بالله والـيـوم الآخـر ، وجـاهـد فـي سبـيـل الله ؟!! لا يـســتـوون !! " ( التوبة : 19 ).
لكن مالك بن نبي يرى ضرورة تحليل الخلفية الحقيقية للهزيمة والبحث عنها في أنفسنا إذ إننا نحن من يصنع هزائمنا….فيذكر على سبيل المثال أن مجلة تجارية تسمى ((بوم))نشرت في عدد تشرين الثاني عام 1949م، قائمة ما تطلبه إسرائيل،والذي يشمل حديد ،مواد بناء، منتوجات كيماوية وصيدلانية…،وفي المقابل تطلب بعض الدول العربية(العراق،شرق الأردن، الكويت): مجوهرات،مساحيق، عطور وألعاب …..!!!!.


فقد أشار في وقت مبكر جدا إلى ظاهرة (أمركة ) شاملة يتّجه إليها العالم الغربي إن طوعا أو كرها،وخاصة في المجال الإعلامي،كما أنّه ترقّب سيطرة أقانيم ثلاث على العالم:اليهود، الدولار والمرأة (أي باستغلالها دعائيا و جنسيا)..وهو ما نعيشه اليوم فعلا …..


وفي مجال الصراع الفكري يلاحظ مالك بن نبي حرص الاستعمار على الحيلولة بين الفكر والعمل السياسي(بنشر جو من عدم الثقة بين المثقف ورجل الدولة ) ، حتى يبقى الأول مشلولا والثاني أعمى !!!! ، ،،
(مقتبس من أماكن عدة)

هناك 3 تعليقات:

  1. فعلا هكذا ينبغي ان يكون الفكر الحقيقه عجبني هذا البوست جداااااااااا ادامك الله وتتحفنا باختياراتك المميزه وفكرك النيير ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطيع محاربة هذه الحروب المعنويه للاستعمار؟طبغا غير انو يجب علينا ان نبدا بانفسنا ونغيرها وقد ذكرت هذا في تعليقي في بوست الفرقه الا تجد معي ان هناك مسؤوليه كبيره على المفكرين اصحاب العقول النيره وغيرهم ممن يعنيهم الامر ان يساهمو في ايجاد علاج من قبلهم لهذه الحروب قلت علاج لاني اراها نفسيه والنفس تحتاج الى علاج ومن هي الجهات من وجهة نظرك المسؤوله والتي يجب ان تتحرك لصد هذه الحروب التي لها تاثير مدمر اكثر من الحروب العسكريه \طبعا المفكرين لهم دور كبير بهذا الشان ولكن المفكر لابد ان يكون معه سلطه ما او جهه ما لتساعده في هذه الامور اليس كذلك؟اتمنى لك التوفيق الدائم وبرافوووووووووووو \والى الامام سر
    نهارك سعيد
    ميديا

    ردحذف
  2. ما السبيل لمنع المثقف من ان يصبح مشلولا ورجل الدوله اعمى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لابد من ايجاد اسلحه مضاده لابد لن يعجز الفكر الاسلامي المعاصر من ايجاد وسيلة حرب مضاده نحاربهم بها نفكر بحروب فكريه ونفسيه مناسبه لهم ولنفوسهم لابد من حل هل ينبغي ان يقف المسلمين عاجزين عن حل وهم من ادخل الحضاره الى الغرب بعد عصور الانحطاط الطويله التي عاشوها ولولا الحضاره الاسلاميه لم تقم لهم قائمه وللاسف هم كبرو وتحضروا بحضارتنا ونحن تخلفنا بالبعد عنها ّ!!!!!!!!!!!!!والله هذلت اليس كذلك؟
    ميديا

    ردحذف
  3. لا حول و لا قوة الا بالله ...
    ((فصعد وفي يده مكنسة وهتف قائلا: أريد أن "أكنس" الاستعمار من الجزائر كما أكنس التراب بهذه المكنسة، ثم هبط من المنبر ووجهه مطمئن باسم كله رضا، لقد قام بدوره في مقاومة الاستعمار))
    اعجبني هذا المشهد و هو مطابق تماما لواقعنا اليوم..هذا ما أديناه .. هذا ما استطعناه ....
    اااااااااه...حسرات في صدري على هذا الجمود بل ان صدري امتلأ حسرات ..
    لا اهداف ترسم ..و لا عقل يفكر ..
    فعلا نحن مشغولون عن التخطيط الاستراتيجي بأشياء لا قيمة لها و بأشياء انتهى الشرع من الخوض فيها ..
    تاتي المرأة و تكون ضدا للزوج و للوالد و للأخ
    اريد حقي ...
    في ماذا؟
    في ان اخرج ..و انا عاريه..حرية شخصيه ..هذا الدين يخنقني..
    هذا كان حقها المنتزع ...
    لم يتوانى الرجل عن خدمتها بل شمر ذلك البطل المغوار عن ساعديه لخدمة عريها و تفسخها..
    و كان المتهم الوحيد الذي يقبع الان وراء القضبان ...هو ,, الدين و الشرع ..
    الذي خنق تلك الرقيقه و داس على حريتها..بأفكاره الرجعيه..
    لذلك تم تنصيب جمعيات للحقوق المهدوره "جمعيات حقوق الانسان العالميه"
    و يبث ف اغلب القنوات الان :اضطهاد المرأه و العنف الممارس ضدها ينتشر في الدول الإسلاميه ..


    لو تمعنا حقيقة في الدول الغربيه لرأينا الفكره الشائعه لديهم و هي التخلي عن شكل الاسره الطبيعي
    الرجل عندهم غير ملتزم بأية واجبات تجاه المرأه ..يرحل متى يشاء و يترك المرأه تواجه مصيرها ..
    ترى انتشار ظاهرة ام و ابناء بلا اب
    و هي تصاحب من تشاء ..
    هي العشيقة الصديقة .. المتطورة المتحضره
    و ان بلغت من العمر عتيا .. تسولت من اولادها بعض الحنان الذي يتمثل في بطاقه تهدى لها كل عام تحت مسمى عيد الام ...عرفانا بجميلها ..
    من هذه التي تريد لنفسها تلك النهايه!!!
    " و ليس الذكر كالأنثى "
    صدق الله العظيم
    موناليزا

    ردحذف

لا تنسى ترك اسمك - ليسهل عملية الرد