الأربعاء، 26 يناير 2011

عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب



نعوم تشومسكي : عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب

ترجمة : عرب ويكيليكس

تناقلت عدّة مواقع عالميّة في الأيّام الأخيرة قائمة أعدّها المفكّر الأمريكي نعوم تشومسكي واختزل فيها الطّرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالميّة للسيطرة على الشّعوب عبر وسائل الإعلام في 10 استراتيجيّات أساسيّة.
وبما أنّ نظريّة المؤامرة تلقى رواجا كبيرا لدى شبابنا فقد رأيت أنّه سيكون من الأنفع لي ولهم أن نطّلع على تحليل لمفكّر بوزن نعوم تشومسكي بدلا عن مشاهدة مقاطع الفيديو الطّفوليّة التي تنتشر على فايسبوك والتي بلغت من السّخافة حدّا يجعل ضررها أكثر من نفعها

لم أجد المقال باللغة العربيّة فرأيت أن أقوم بترجمته حتّى يتسنّى لزوّارنا الاطّلاع عليه والاستفادة منه، وسأقوم إن شاء الله بترجمة بعض المقالات الأخرى كلّما سمح الوقت بذلك
أرجو لكم قراءة طيّبة.


(1)
استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

(2)
ابتكر المشاكل ... ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا "المشكل - ردّة الفعل - الحل". في الأول نبتكر مشكلا أو "موقفا" متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: ترك العنف الحضري يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، أو: ابتكار أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه.

(3)
استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 سنوات. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة.

(4)
استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء "مؤلم ولكنّه ضروري"، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة
أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد"، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.

(5)
مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا؟ 
"
إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

(6)
استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات.

(7)
إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. "يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى" (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

(Cool 
تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من "الرّائع" أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا

(9)
تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة!

(10)
معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الفارطة، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل "النّظام" إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا "النّظام" قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام - في أغلب الحالات - يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.






الاسم(Avram Noam Chomsky) أفرام نعوم تشومسكي
الميلاد 7 ديسمبر 1928 (العمر 82)، فيلادلفيا، بنسلفانيا
المدرسة/التقليد الفلسفي اللسانيات، الفلسفة التحليلية
الحقبة فلسفة القرن العشرين / الحادي والعشرين
الإقليم الفلسفة الغربية

منقول من



الجمعة، 22 أكتوبر 2010

إسرائيل قدوتنا




أعتذر أني سأخيب ظن القراء الذين سيظنون أني أتلاعب بالألفاظ في العنوان , فيعتقدون أني أقصد بكلمة إسرائيل هو سيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف عليهما السلام , لكن الحقيقة أني أقصد تماما إسرائيل الدولة
و هذه المقال هي لتوضيح لماذا يجب أن نتخذ من إسرائيل قدوة لنا – و رغم قسوة الكلمة – لكن الواقع أقسى
هذه ليست دعوة لتعظيم العدو أو إعطاؤه أكبر من حجمه , و ليست فصل جديد من فصول جلد الذات أو الهزيمة النفسية , لكنها رؤية صادقة لحقيقة صادمة

ما الذي تقوم به إسرائيل و يستحق الاقتداء ؟ :

التخطيط الجيد – بشقيه قصير و طويل الأمد -
التنفيذ الجيد (و استخدمت لفظ جيد و ليس جيد جدا أو ممتاز)
تحكيم العقل لا العاطفة
أسلوب المبادرة لا رد الفعل (نقطة البدء تكون من عنده , و متى يبدأ و متى ينهي)
التحسب للمفاجئات
استغلال المفاجئات (أي استغلال أي مفاجئة تحدث لم تكن في حسبانهم)
تصدير المشاكل للخصوم
العمل على أن يكون دائما للخصم كم من المشاكل التي تلهيه – فلا تدع له فرصة للتفكير أو المبادرة أو حتى التقاط الأنفاس -
تضييق الخيارات المتاحة للآخرين
كسب التعاطف و العمل على تحسين صورتهم
استخدام القوة لفرض سياسة الأمر الواقع و اتباع المناورات لتكريس التغيير ليصبح واقع
عدم الصراخ بالقوة
عدم التفوه إلا بما يقدرون عليه – فتعلو مصداقيتهم و تعظم هيبتهم -
استدراج الآخرين لقضايا فرعية
كسب الحلفاء
الغاية تبرر الوسيلة
استغلال الداخل للتنصل من المواقف السابقة (بحجة ضغوط الرأي العام – في حين أنهم هم من يوجهون الرأي العام عن طريق الإعلام !) بل و التذرع بالرأي العام للخصم للتنصل أيضا من الالتزامات !
اتباع سياسة تقسيم الأداور – يظهرون بمظهر المتنافرين لكن ليس كذلك – فقلوبهم ليست واحدة لكن مصالحهم واحدة !
دفع الخصم للبدء من الصفر مع الاحتفاظ بما حصلوا عليه من الخصم
الخروج على الخط السائد من حين لآخر حتى لا يتم التنبوء بما سيفعلونه مستقبلا (أي يصبحوا غير مقروئين للخصم) – أي كسر الثوابت من حين لآخر مع العودة إليها ثانية
دراسة الخصم و سلوكياته للتنبوء بأفعاله و ردود أفعاله

دفع الخصم لسلوك عكس ما سبق تماما أي :

تشجيع الخصم على العشوائية و عدم التخطيط , و التخطيط القاصر و المعيب
دفع الخصم لتنفيذ خططه الفاشلة ! و عرقلة تنفيذ الخطط الجيدة  و إظهار عيوب مفتعلة و غير حقيقية في الخطة الجيدة لدفعه لتغييرها !
دفع الخصم للتحرك بالعاطفة لا العقل
تشجيع الخصم على سياسة ردود الأفعال و تخويفه من المبادرة
صرف نظر الخصم عن أي مفاجئات مخططة
العمل على تحييد أي تحرك محتمل للخصم لاستغلال مفاجئات تحيق بإسرائيل
تحييد أي عمل من شأنه تصدير مشاكل لإسرائيل مع سد أي ثغرات ممكن النفاذ من خلالها
كلما ضاقت الخيارات أمامهم فتحوها باقتراحات و اختيارات مبتكرة و تضييع الوقت في مناقشة الاقتراحات
تشويه سمعة الخصم – لكن بشكل غير مباشر لا يد لهم فيه –
العمل على تقييد أي نمو لقوة الخصم مع تخويفه من مغبة إستخدام قوته
دفع الخصم لمواقف هوجاء صراخية لتقليل مصداقيته و زوال هيبته
عدم تمكين الخصم من استدراجهم لما يريده – فرض الأسلوب و الأهداف –
العمل على تفكيك (و افشال ان أمكن) أي تحالفات يقوم بها الخصم بل و تقليل فرصة قيام تحالفات أصلا و العمل بالعكس على جعله يكسب اعداء جدد
جعل الخصم يلتزم بأخلاقيات و مبادئ لاحراجه و جني مكاسب مجانية من وراء ذلك
استغلال الرأي العام للخصم في دفعه لاتخاذ مواقف غير مخططة و عشوائية – تحت ضغط الرأي العام –
اظهار الخصم ككتلة واحدة فتلتصق به أي عمل خارج تقوم به فئة طائشة – أي تحميل الخصم مسئولية أي عمل مسئ للسمعة –

هناك جملة ذكرت في فيلم غبي منه فيه على لسان هاني رمزي : أنا مش عارف اللي بيحصلي دة سوء حظ و لا غباء من الآخرين !
ذكاء اليهود أم خيبة العرب ؟
أترك لكم الإجابة . . . . .

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

أيها المسيحيون ماذا تعبدون ؟


إن محور المسيحية هو عقيدة الصلب و الفداء – و التثليث
و هذا الموضوع هو محاورة عقلية تظهر مدى عقلانية هذه العقيدة


1-  لماذا تأخر نزول المسيح ابن الله آلاف السنين ؟ مع أن الخطية وجدت مع وجود آدم نفسه ؟
2-  أين كان ابن الله طوال هذه الآلاف من السنين ؟ و ماذا كان يفعل ؟ و لماذا لم يخبرنا الله منذ قديم الأزل بقدوم ابن الله ؟ أم كان لايعرف أنه سينزل ؟
3-  قبل نزول المسيح كان هناك مؤمنين بالله ولو قلة – فما مصيرهم و هم لا يؤمنون بعقيدة الصلب و الفداء – لأن المسيح لم يكن ظهر بعد – فإن كان مصيرهم الجنة فيمكن إذن للمؤمن بالله أن يدخل الجنة دون أن يؤمن بعقيدة الصلب و الفداء , و إن كانوا في النار – فإن الآلاف من المؤمنين سيزج بهم في النار لمجرد أن المسيح تأخر في النزول
4-  لماذا يرسل الله عز وجل أنبياء أو نبي و هو يحيى (يوحنا المعمدان) في نفس الوقت مع المسيح ؟ ألا يكفي وجود ابن الله لهداية البشرية ؟ و إذا كانت سياسة إرسال الرسل فاشلة و تطلبت نزول ابن الله بنفسه إلى الأرض فلماذا وجد رسل بعد رفع المسيح ؟ بولس الرسول مثلا
5-  إذا كان صلب المسيح كان لفداء البشرية و انقاذها من الخطية – و لا يوجد خطية أعظم و لا أخطر من الكفر و لا أحوج للغفران من الكفر- فإذن الكافرين سيدخلون الجنة (المسلمين مثلا) , و إن كان الفداء لا ينفع مع هذه الخطايا الكبيرة فهو إذن مختص بالخطايا الصغيرة – فهل الله عز وجل غير قادر على غفران الخطايا الصغيرة و يحتاج الأمر لنزول ابنه على الأرض و تركه يصلب و يتعذب ؟ لمجرد أن يستطيع أن يتمكن من غفران الخطايا الصغيرة ؟
6-  هل استفاد البشر من نزول و صلب المسيح ؟ أم فرض عليهم ذلك واقعا جديدا أصعب بأن فرض عليهم الايمان بعقيدة صعبة التصديق فأوقعهم ذلك في الكفر – اي ساهم في زيادة الكفار بدلا من هداية الناس , فإذا كان البشر أصلا واقعون في الخطية فهل يكون انقاذهم بتصعيب الامتحان عليهم ؟
7-  لماذا احتاج الأمر لنزول ابن الله بنفسه إلى الأرض و يتم صلبه لفداء البشرية ؟ هل لا يستطيع الله أن يغفر بدون هذا ؟ أو على الأقل يفنينا جميعا – لا جنة و لا نار –
8-  لماذا يضحي الله بابنه من أجل بشر خاطئين ؟!! هل لمجرد أنه عاجز أن يغفر لهم ؟ هل حبه للبشر يفوق حبه لابنه – الوحيد –
9-  لماذا يتعذب من لا خطية له من أجل من اقترفوا الخطية ؟ ألم يكن الأجدى أن يتعذب من ارتكب الخطية ؟ هل لأن الله يحب أهل الخطية فيعذب ابنه لأجلهم ؟ ألم يكن من الأسهل أن يغفر لهم ؟ ألم يكن من الأسهل أن يهديهم ؟ أم أنه إله غير قادر على الغفران – غير قادر على الرحمة – غير قادر على الهداية ؟
10-                     لماذا نزل المسيح في صورة بشرية – ساهمت في حدوث لبس كبير- ألم يكن من الأفضل نزوله في هيئته الحقيقية بصفته ابن الله
11-                     كيف مات المسيح على الصليب ؟ هل ابن الله قابل للموت أصلا ؟ و لماذا قام في اليوم الثالث ؟ لماذا ثلاثة أيام ؟ لماذا يستغرق قيامه ثلاثة أيام ؟ و كيف عاد إلى الحياة ؟ و كيف من يحيى الموتى ليثبت للناس أنه ابن الله ثم نجده بعد ذلك يموت هو نفسه !
12-                     على فرض قصة الطبيعتين – الطبيعة البشرية و الطبيعة اللاهوتية للمسيح – فكيف ماتت الطبيعتين معا – داخل الجسد – على الصليب ؟ أم أن الأمر مجرد جسد و روح – مثل أي بشري – و الذي مات هو الجسد و انتقلت الروح إلى خالقها
13-                     لن أسأل لماذا احتاج ابن الله لرحم امرأة ليظهر ؟ لكن سأسئل لماذا احتاج إلى الروح القدس ليدخله في رحم مريم العذراء ؟ لماذا لم يدخل في رحمها مباشرة ؟ هل هو عاجز هو الآخر ؟
14-                     بعد أن قام المسيح و صعد إلى السماء و جلس على يمين أبيه , لماذا لم يتحدوا معا ؟ و السؤال بشكل مختلف – الأب و الابن و الروح القدس هل هم موجودون بشكل منفصل في السماء ؟ بدليل أنه عندما صعد المسيح جلس على يمين أبيه , فلو كل واحد منهم إله – فهم ثلاثة آلهة , و لو هم إله واحد فهو إذن متجزء لثلاثة أجزاء  , فهل الإله قابل للتجزئة ؟
15-                     يقولون أن الابن مساوي للأب في الجوهر , و الفرع عندما يساوي الأصل فهو إذن انقسام (مثل الخلية تنقسم إلى خليتين متساويتين متشابهتين من أصل واحد) و هذا بالطبع يؤدي بنا إلى الاستنتاج إلى أنه أصبح هناك اثنين من الألهة – أو نسختين – فلا معنى لقولهم إله واحد !
16-                     إذا كان هذا لانقسام قد حدث مرة فهو قابل للتكرار , فيكون هناك العديد من الأبناء
17-                     المسيح ابن الله مولود من الله , و الروح القدس منبثق من الله – هكذا يقولون , فما الخطأ في أن نعبد – نحن المسلمون – الله الأول و نترك الباقين لأنه لا دليل على وجودهم و عقولنا قاصرة عن استيعاب هذه العقيدة ! فأدلة وجود الله وفيرة , أما أدلة ألوهية المسيح أو بنوته فمعدومة
18-                     إن العملية التمثيلية الكبرى التي تتمثل في قصة الصلب و الفداء للمسيح الذي صلب نيابة عن البشرية ليفديهم أوقعتنا في اشكالية أكبر – فالاله العاجز عن غفران الخطايا و اضطر لارسال ابنه في تمثيلية أوقعنا و أوقع نفسه في إشكالية لا حل لها و هي أننا ارتكبنا أم الخطايا التي يصعب غفرانها عن حق ! و هي خطية تعذيب و صلب و قتل ابن الرب ! و هي خطية تحتاج لنزول الأب بنفسه ليصلب هو الأخر فداءا لهذه الخطية الكبرى !
19-                     إن امتزاج الطبيعة الناسوتية (البشرية) مع الطبيعة اللاهوتية في رحم مريم العذراء لتكون المسيح ابن الله – كل هذا تم بمعجزة و بمساعدة الروح القدس , و السؤال أن هذا الامتزاج الصعب كيف ينفصل هذا الامتزاج بموت و صلب المسيح ؟ أي كيف ما جمعه الله يفرقه الانسان – قتلة المسيح -  , إن أدوات القتل كافية لقتل الجسد البشري لكن هل تكفي لفصل هذا الامتزاج المعجز بين اللاهوت و الناسوت ؟
20-                     يقولون إن المسيح هو عقل الله , فأين ذهب عقل الله في الفترة بين موته على الصليب و قيامته بعد ثلاثة أيام ؟ بصيغة أوضح – هل ظل الله بلا عقل لمدة ثلاثة أيام ؟
21-                     هل ولد المسيح في جسد مريم ؟ أم ولد في السماء "اليوم ولدتك" ؟ أم كان أول شئ "في البدء كانت كلمة " ؟
22-                     عندما قال الله للمسيح " انت ابني اليوم ولدتك " فهل كان المسيح لا يعرف من هو ؟ هذا مناف لألوهية المسيح – لأن الإله لابد أن يكون عالما و لو لم تكن عنده صفة العلم فهو ليس بإله و لن يكون –
23-                     في الثلاثة أيام التي تفصل الصلب عن القيامة , ما هو مصير الطبيعة اللاهوتية و الطبيعة الناسوتية ؟ - يعني بالمصري جثة المسيح كانت ليها طبيعتين و لا واحدة و لا ملهاش ؟ و لو ملهاش يبقى الطبيعتين راحوا فين ؟
24-                     يقولون أن المسيح هو عقل الله كما أن الروح القدس هو روح الله , في حين أنهم يقولون أيضا أن المسيح مساوي للأب في الجوهر و له ما للأب - , و هذا تناقض واضح و صريح (ثلاثة لهم نفس الصفات و الخصائص أم ثلاثة كل واحد منهم له خصائص مختلفة عن الآخر؟)
25-                     يضربون مثلا للثلاثة في واحد , بالشمس و نورها و حرارتها , في حين أن النور هو نور الشمس لا الشمس نفسها , و الحرارة هي حرارة الشمس لا الشمس نفسها , أي أن النور و الحرارة بمجرد انفصالهما عن الشمس – لا يصح تسميتهما أنهما شمس أو حتى جزء من الشمس لكن نقول النور القادم من الشمس أو الحرارة المنبعثة من الشمس, و هو ما يقوله المسملون أن المسيح  و الروح القدس بمجرد انفصالهما و حضورهما إلى الأرض زالت عنهم صفة الألوهية – على فرض أنهما كانا جزء من الذات الألهية
26- إن مسيحيي العالم عندهم لبس في قضية الاتحاد و الانفصال فعينهم تنظر إلى الثلاثة و تراها واحدا ً ! و عين المسلمين ترى الثلاثة ثلاثة ! و المسيحيون مصممون أن العيب في اعيننا ! و المسلمون مصممون أن العيب في عقول المسيحيين لا في أعينهم ! 
    و أقول انهاءا لهذه المسئلة بشكل نهائي أنه طالما هناك ثلاثة أجزاء و كل جزء منهم له إرادة منفصلة و تصرفات منفصلة إذن فكل واحد منهم هو كيان بذاته , و لا يوجد مثال في الدنيا لشئ أو لموجود منقسم لثلاثة أجزاء أو ثلاثة طبائع مثلا و لها إرادة و تصرفات منفصلة و يمكن وصفها أنها واحد ! مثال لذلك يد الانسان هي جزء منه و كذلك روح و جسده , لكن بمجرد انفصال أي جزء عن الكل و يصبح الجزء له ارداة و تصرفات منفصلة عن ارادة و تصرفات الكل فانه  يصبح كيانا منفصلا , فالروح داخل الجسد توصف بأنها انسان لكن بمجرد خروج الروح عن الجسد صارا كائنين الروح و الجسد أما كلمة انسان فهي ماضي لا واقع , يؤيد هذا الكلام و التصور أن المسيح عندما صعد إلى السماء جلس عن يمين الأب ولم يندمجوا معا , فالمسيح ينزل و يصلب و يصعد , و الروح القدس يحل في الكنيسة , كل هذه تصرفات منفصلة تدل على إرادات منفصلة لكيانات منفصلة – حتى ولو كان بينها قرابة أو تنسيق – لكن وصفهم بأنهم كيان واحد لا يعدوا كونه وصفا لفريق عمل واحد مثلا أو مؤسسة واحدة –أي على سبيل المجاز لا الحقيقة -



وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً           الإسراء 111