‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأسلام الفكر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأسلام الفكر. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

أدواء العرب الثلاثة

هناك صفات بشرية أو عيوب مثلا هي عيوب بشرية كونية و هناك صفات تبرز عند شعوب و تختفي عند أخرى , لكن كلامي هنا منصب على الصفات البارزة عند العرب و التي لا يكاد يشاركهم فيها أحد من الشعوب , و التي أعتقد أنها من أهم أسباب تراجعنا الحضاري كأمة , لكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا عيوب أخرى أو أدواء – جمع داء – أخرى , لكن هناك عيوب يشاركنا فيها شعوب آخرين , كمثال الكسل فلا أستطيع أن أصف الشعب الياباني مثلا بالكسل , لكن هناك شعوب كسولة و هذه الصفة لا تختص بها أمة العرب وحدها , مثلا الظاهرة الصوتية و الكلام أكثر من الفعل , نجدها في العرب و في غيرهم مثل فرنسا مثلا و بعض شعوب أمريكا اللاتينية , و التي تشاركنا أيضا في صفة العاطفية – سواء اعتبرناها ميزة أو عيب -

الأدواء الثلاثة : المبالغة – التفاخر – عدم الدقة

الأولى : المبالغة

التهويل و التهوين , التركيز على أشياء و إهمال أشياء أهم , و غالبا ما تكون المبالغة في الاهتمام بالشئ الذي يعطي ظهور و تفاخر أكثر – وهو الداء الثاني –

ليس عندنا شئ يوضع في حجمه الصحيح بل إن موضوع الحجم دة لا يخطر لنا ببال أصلا ! كلها بظروفها !

و من المبالغة أيضا – حب الإثارة أو الأخبار المثيرة و الصحف الصفراء –التي تتسم عناوينها بعبارات مبالغ فيها و نسميها عناوين مثيرة (و يدخل في موضوع صحف الإثارة هذا عنصر عدم الدقة الذي سيأتي ذكره , و يأتي أيضا عنصر جذب الانتباه و الرغبة في التفاخر بالانفرادات حتى و لو كانت كاذبة أو خادعة لا فرق)

و من المبالغة أيضا التضخيم في صورة الأبطال – و انكار عيوبهم – مما يخل ببشريتهم , و يعطي صورة غير واقعية تحبط من عنده جينات البطولة – ان جاز التعبير – عندما يجد مقاييس البطولة عالية جدا بسبب المبالغة فييأس من نفسه و يصيبه الاحباط فيتم وءد الأبطال في المهد , لذلك ليس غريبا أن ينصحنا و يحذرنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم - , خشي من المبالغة في المدح فيتحول الأمر كما حدث مع المسيح عليه السلام عندما جعلوه نصف إله ثم رفعوه إلى إله كامل ! فنحن نرفع الأنبياء بالمبالغة إلى مصاف الألهة – دون أن نقصد – و نرفع الصحابة رضوان الله عليهم إلى مصاف الأنبياء , و نصنع من الحكام فراعين و نصنع من الأبطال أصناما ! المبالغة المبالغة المبالغة

و من المبالغة أيضا ابتسار الأمور و اختصارها بشكل مخل ليتم المبالغة و التركيز الشديد على عنصر وحيد – كمثال في الستينيات و السبعينيات كان الهدف الأكبر هو – الشهادة الكبيرة – شهادة الجامعة و الأهل يصورون أنه بعد ذلك كل المشاكل ستحل وحدها ! مما أعطى أهمية كبرى للثانوية العامة – ثم مع الوقت في الثمانينيات أصبحت الشهادة العليا لا تكفي – فاخترعنا حكاية كليات القمة (و التي يدخل بها عنصر أو داء التفاخر الذي سيأتي الكلام عليه ) و يبدأ الصراع المحموم – و كأن دخول كلية قمة أو التخرج منها هو الأمل و هو الهدف و هو النهاية !

ثم أصبح الهدف الجديد هو المال أو الغنى فبه تصبح من الصفوة و به يمكنك دخول أي كلية قمة تريدها ! فانطلق الصراع المحموم نحو جني المال من حرام قبل حلال

و بسبب هذه المبالغة أصبح لا أهمية لعالم أو مخترع , لا أهمية لبطل رياضي - غير كرة القدم التي لسنا أبطال فيها و لن نكون , لكن حكاية كرة القدم دي هي تفريغ لغريزة حب الأنتماء بديلا للقبيلة فيما مضى و بديلا للأحزاب و بديلا للوطنية و العروبية بعد أن فشل كل ذلك , فاصبح الغالبية ينتمون للنادي الأهلي لارضاء غريزة الانتماء البشرية , لتحقيق حد أدنى من الأحساس بالأنتصار , و تشجيع الفرق الأخرى مثل الزمالك و الأسماعيلي هو شعور مكبوت بالظلم على المستوى الشخصي فهو يرى أنه مظلوم مثل هذه الفرق التي لو توفر لها الفرصة ستكون الأفضل – فهو إسقاط نفسي لحالته الشخصية على نادي معين فاذا انتصر هذا النادي فالأمور بدأت تعود لنصابها فيعطيه الأمل على المستوى الشخصي , اذا انهزم الفريق فهي العادة و الظروف هي السبب و بما أني مظلوم أنا الأخر فيجب للمظلومين أن يتكاتفوا و يصبحوا جبهة واحدة !

الثانية : التفاخر :

الأساس الذي يحكم تصرفات العرب شعوبا و أفرادا و بالتالي الحكومات هو التفاخر , سواء فيما بين الشعوب أو بين الأفراد من المجتمع الواحد , فبلدي أحسن من بلدك , و أبناء بلدي أفضل من أبناء بلدك , و محاولة إدعاء كل فضيلة و نفي كل فضيلة – قدر المستطاع – عن الآخرين , لنكون منفردين بالفضائل

انظروا إلى الحساسية المفرطة حين يلعب فريقين عربيين من دولتين مختلفتين مباراة للكرة ! انظروا أيضا للفرحة المبالغ – المبالغة هنا أيضا – فيها للفوز على فريق عربي , فرحة تماثل فرحة الفوز بكأس العالم ! , خريج الجامعة الأمريكية أفضل من بقية الجامعات , عداوة الزملكاوية و مشجعي النادي الأسماعيلي للنادي الأهلي عداوة أبي جهل للنبي صلى الله عليه و سلم !

التفاخر بعدد مرات الحج , التفاخر بالسبحة , التفاخر و المبالغة في الأفراح و تكاليف الزواج , كل العبادات التي بها ظهور تجدها مزدهرة – موائد الرحمن , السبحة , القراءة في المصحف أمام الناس , الحجاب و النقاب , التراويح , و سقاية الحاج كما في القرآن , لا أقول ان كل من يفعل هذا مراءي لكني لابد أن نقف مع أنفسنا لماذا بقية الأجزاء من الدين غير مزدهرة بنفس الطريقة ؟

بلدي الأغنى , بلدي بها أعلى الأبراج , بلدي بها المقدسات , ديني أفضل من دينك (السنة و الشيعة) , تديني أفضل من تدينك , عقيدتي افضل من عقيدتك (التيميون و الأشاعرة) , حجابي أفضل من حجابك , مذهبي أفضل من مذهبك , و لا نكتفي بادعاء الأفضلية بالحق و بالباطل لكن نزيد عليها إنتقاص الآخر و تسفيهه (تتعدى مرحلة السخرية المنهي عنها في القرآن)

فنصل للكبر :

بطر الحق و غمط الناس

و المبالغة زائد التفاخر تثير الحسد و الحقد و النقمة و هي أكبر معوقات النجاح !


الثالثة عدم الدقة :

مثل التعميم او الوقوع في التعميم

و في المثل الشعبي : كله عند العرب صابون , فالحقيقة عندهم دائما تائهة لا تعرف من الذي قال و ما الذي قيل ! , و قد وجدت ذلك مرار حينا أبحث عن تواريخ ميلاد المشاهير , اضطراب عجيب , و حاولت مرة ببراءة شديدة و سذاجة أشد أن أبحث عن تكلفة بناء السد العالي ! و النتيجة لا نتيجة !

و قد يكون سبب عدم الدقة هو اللامبالاة لكنها أيضا نقص في الأمانة

و بسبب عدم الدقة لإضافة للمبالغة – تجد الصورة التي نراها دائما غير حقيقية لا أقول مشوهة لكنها مختلفة تماما عن الحقيقة , و نقع في فخ التأمر أو اليد الخفية , أو نظرية المؤامرة و التي بسبب كثرة إستخدامها نجد أنفسنا لا نرى المؤمرات الحقيقية ! فنحن بعدم الرؤية و بالمبالغة و عدم الدقة ننقسم فريقين فريق يرى كل شئ مؤامرة , وفريق لا يرى أي مؤامرة و ينكر حتى الواضح منها تماما !

مثال آخير لإجتماع عدم الدقة و المبالغة و التفاخر : موضوع إنشقاق القمر المذكور في القرآن , و التي تجد المواقع و المنتديات و الإيميلات مليئة بالصور المنسوبة لوكالة ناسا لسطح القمر و يظهر به شق كبير , و الكلام عن الإعجاز القرآني العلمي في هذا الشأن

لكن قبل أن أكمل المثال يجب أن أؤكد أني مؤمن بالآية تماما حتى ولو لم أرى أي شق في القمر

و الشئ الثاني أنا مؤمن و مقتنع ان هناك إعجاز علمي في القرآن

لكني ضد أي إلصاق إعجاز متوهم يضر و لا ينفع و يثير سخرية العالم

نكمل الكلام , فتتبعت الصور فوجدتها فعلا من ناسا و هي صور حقيقية للقمر , فظللت أبحث عن طول هذا الشق أو الشقوق , هل هي ممتدة بشكل دائري متصل – أو حتى غير متصل – حول القمر ؟ و فوجدت أنه لا بل هي شقوق مبعثرة – أخاديد – يوجد مثلها على الأرض ! , فهي شقوق قصيرة بالنسبة لحجم القمر , و مبعثرة و لا تشكل أي شكل يمكنا من إستنتاج أن القمر قد إنشق نصفين , و الشقوق مختلفة الأعماق و مختلفة الأشكال , أي أن محاولة إثبات أن هذه الشقوق أو الأخاديد لها صلة بإنشقاق كامل للقمر – لا يمت للعقل و لا للعلم بصلة !

الآيات و الأحاديث المذكورة في المقال :

* لا تطروني ، كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله

الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3445
خلاصة الدرجة: [صحيح]

أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ سورة التوبة آية 19

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ سورة الحجرات آية 11

الكبر بطر الحق وغمط الناس

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 91
خلاصة الدرجة: صحيح

الكبر من بطر الحق وغمط الناس .

الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1315
خلاصة الدرجة: صحيح على شرط الشيخين

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4092
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ سورة القمر آية 1

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

كشف حقيقة سيد القمني

هذا كتاب كشف حقيقة سيد القمني من تأليفي

و هذا هو الرابط للتحميل :


في صورة ملف نصي ورد




أو


في صورة ملف بي دي اف pdf

أو اقرأه أونلاين :


و في الكتاب ما يساعد على تكوين صورة لحقيقته و حقيقة ما يريده و حقيقة أهدافه , تسهل للقارئ العادي الحكم عليه !
لكن أرجو ممن لم يسمع عن سيد القمني ألا يشغل باله به و لا داعي لأن يقرأ الكتاب , لكن الكتاب موجه لمن فتن به أو ظن أنه مفكر أو مظلوم , و الكتاب يحتوي أيضا على بعض الردود على بعض الشبهات التي يثيرها لا كلها , و إلا لطال الكتاب جدا , و غرض الكتاب الأساسي هو كشفه و ليس الرد عليه
و الكتاب حوالي 62 صفحة

المحتويات :

رأيه في الإسلام : 1

موقفه من المقدسات : 2

طعنه في الرسول صلى الله عليه و سلم : 3

تهجمه على الأنبياء و الديانات السماوية : 4

موقفه من السنة النبوية : 5

موقفه من القرآن : 6

موقفه من الحجاب : 7

سوء أدبه مع الله – على أقل تقدير- : 8

موقفه من كبار الصحابة مثل أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان : 9

موقفه من الصحابة بشكل عام : 10

دفاعه عن المنافقين : 11

رأيه في الفتوحات الأسلامية : 12

موقفه من العلماء و كل ما هو إسلامي في كل العصور بشكل عام : 13

نموذج لمطالبه : 14

رعبه من أمريكا و إسرائيل : 15

أسامي من هاجمهم : 16

جهله : 17

الذين مدحهم : 18

رأيه في المسلمين : 19

تفنيد لمنهج القمني قبل إكمال نقل الأقتباسات : 20

إستكمال للإقتباسات مع بعض الردود على الشبهات : 21

بعض تعليقات عن القمني : 22

الأحد، 23 أغسطس 2009

كيفية الوصول للحق ؟ أو طريق التفكير السليم

سؤال قد يقضي المرء منا نصف عمره يبحث عن إجابته و يقضي النصف الآخر لتطبيق الإجابة !

و قد يمضي عمره و هو لا يهتم و لا يبحث فيضيع عمره هباءا !

و أهمية السؤال تكمن في الآتي :

فلو فرضنا أن الحق مكانه الإسكندرية و أنا واقف في مصر – القاهرة يعني – فلو سلكت طريقا خاطئا فلن أصل أبدا ! ممكن أصل أسوان مثلا ! و هناك أناس لا يعرفون مكان الحق ولا يعرفون طريق الوصول إليه و هناك من يظن الباطل حقا و ينجح في الوصل إليه ! و هناك من يعرف الحق لكنه يسلك الطريق الخطأ فيصل إلى بلد آخر و يضحك على نفسه بأن الذي وصل إليه هو الحق !

الخلاصة نحن نحتاج للوصول لإجابة سليمة لهذا السؤال حتى لا تضيع أعمارنا هباء أو لا تضيع أعمارنا في طريق لا يوصل للحق

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً* ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً

سورة الكهف - 104-105


* لدينا سلاحان لابد من استخدامهما معا في أثناء رحلة الوصول

السلاح الأول هو العقل و الثاني هو التوكل أو الإستعانة بالله , و السلاحان بمثابة الدم و اللحم لا نعرف من الأهم فيهما

*نقطة الأنطلاق تكون دائما من الثوابت – الحقيقية وليست المفتعلة –

* الشك و ليس سوء الظن

*التجرد الكامل

*معرفة جميع الآراء و جميع الجوانب

*الأختيار بين الآراء أو التوفيق بينها أو حتى خارجها

*مقياس ما يؤدي لشر فهو شر وما يؤدي لخير فهو خير ما لم نستطيع أن نفك الأشتباك بينهما

*الأرتباط لا يعني بالضرورة السببية (ظهور نجم الشعرى في السماع في وقت الفيضان لا يعني أن النجم هو الذي يرسل الفيضان !)

*تدريب العقل

*عدم الأخذ بالظاهر و محاولة الغوص في العمق

*الأخذ بآراء العقلاء و عدم اهمال آراء البسطاء

*خطأ الرأي لا يعني الإلقاء به في الزبالة بل يمكن تطويره للوصول منه على رأي أفضل أو أكثر كفاءة

*الأستماع لمن ليس له مصلحة ظاهرة

*حسن النوايا وحده لا يكفي لتحويل الخطأ إلى صواب

*المدى البعيد أهم من المدى القصير , لابد من النظر لعواقب الأمر في المدى البعيد

*تكبير الأمر و تصغيره ثم نضعه في مكانه الصحيح

*الحل موجود لكن لابد من البحث عنه

*المبادئ الشرعية من أهم الأختصارات الموصلة للحق – مع التفريق بين ما هو ديني و ما هو مجرد اجتهاد بشري في نطاق ديني , و التفرقة بين النص و بين الفهم البشري للنص

*اعرف الرجال بالحق و لا تعرف الحق بالرجال – اعرف الحق تعرف أهله

*تقوى الله أحد أهم الوسائل لكنها لا تكفي وحدها للوصول لكل الحقائق – يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ سورة الأنفال 29

*مراجعة الآراء بإستمرار مهما كانت مسلم بها من وجهة نظرك

*أحيانا يمكن التوقف و عدم الأختيار بين الآراء اذا كانت كل هذه الآراء لا ترضيك أو تقنعك لكن أحيانا آخرى يكون من الأفضل اختيار أفضل هذه الآراء من وجهة نظرك و أقلها عيوبا – إلى أن تصل لرأي أفضل و أشمل و أكمل

الأحد، 19 يوليو 2009

تأجيل الحج و العمرة - الراجح و المرجوح

كثر الكلام في الشهور الأخيرة حول مدى جواز تأجيل الحج و العمرة - خوفا من وباء إنفلونزا الخنازير - H1N1

و كنت مترددا في الكلام حول هذا الموضوع لسببين أولهما كان الإنتظار أو التمهل حتى تتضح حقيقة هذا الوباء و مدى خطورته , و السبب الثاني لترددي في الكلام حول هذا الموضوع هو أني كنت أرى أن مثل هذه الفتوى سهلة و ستصدر من العديد من المشايخ و العلماء , لكن الذي حدث أن الفتاوى كانت غالبها خطأ سواء المانع أو المجيز ! ووجدت نفسي مندهشا و متغيظا من علماء لا يحسنون الفتوى و لا يحسنون الأستدلال و لا يعرفون كيف يطبقون القواعد الفقهية ! فخشيت أن ءأثم بالسكوت عن إظهار ما أراه الحق في هذه المسألة
و كنت أود لو أن غيري كفاني هذا , حتى لا أتهم بإنتقاص العلماء أو بإقحام نفسي في الفتوى

لكي نصل للصواب في أي مسألة فقهية نحتاج إلى ثلاثة أشياء
أولها معرفة الحال - و في حالتنا - هي حال المسلمين , و أحوال الحج , و طبيعة و خطورة مرض إنفلونزا الخنازير
ثانيها معرفة الأحكام الفقهية الخاصة بالحج و العمرة و كذلك الخاصة بالتعامل مع الأوبئة
ثالثها عقل راجح يجتهد بإستخدام وسائل الأجتهاد ليخرج لنا الرأي الصواب في ضوء العناصر الثلاثة التي ذكرناها - طالبا من الله التوفيق - فالفهم رزق من الله

و وجدت للأسف أن معظم من تكلم إفتقد أحد العناصر الثلاثة أو أكثر !

وجدت البعض يرد و يعترض على إلغاء الحج ! رغم أنه ليس هناك أحد يطالب بذلك , لكن أقصى ما يطالب به هو أن يقتصر الحج على من هم داخل السعودية , فلا أعرف على من يرد ؟ اذا كان ليس هناك أصلا من طالب بإلغاء الحج !

و وجدت من العلماء من يدعو للإجتهاد الجماعي في هذه المسألة بين علماء الأمة و المجامع الفقهية , رغم أن المسألة ليست عويصة لهذه الدرجة ! إنما هي تحتاج إلي شجاعة و إلى عدم خوف لومة لائم في الحق ! أما المطالبة بإجتهاد جماعي فهو نوع من التقاعص و الهروب من المسئولية ! و لا حول و لا قوة إلا بالله

و وجدت الغالبية العظمى تتكلم عن الحج و العمرة معا - مع أن فرضيتهما في الأسلام ليست واحدة و لا يصح أبدا أن نضعهما في كفة واحدة ! ففرضية الحج لا جدال فيه بل هو الركن الخامس , أما العمرة فهناك أقوال تعتبرها مستحبة أي ليست واجبة , و أصح الأقوال ترى أنها واجبة لكن مرة واحدة في العمر فما زاد عن ذلك فهو مندون أو مستحب أو سنة , و العمرة يمكن القيام بها في أغلب شهور السنة - ما عدا شهور الحج فيمكن عملها مقترنة بالحج - , الخلاصة لا يصح الكلام عن العمرة و الحج على نفس الدرجة

ووجدت من يقول : فلا يصح إلغاء الحج خشية انتشار مرض انفلونزا الطيور، إذ إنه في حكم المظنون، ولا يمنع الواجب لظن
قلت : القاعدة المذكورة غير صحيحة أو غير دقيقة , فيكفي لأصدار الحكم ان يكون بغالب الظن و لا يشترط الوصول لليقين

و أسوأ منه من قال :
أنه في حالة انتشار الوباء، وتأكيد الأطباء حدوث ضرر حقيقي -وليس ظنيا- فلا مفر منه؛ فإن دفع الضرر المحقق (العدوى) مقدم على المصلحة، سواء كان أداء الحج أو العمرة، أو حتى الصلاة في المساجد، شريطة أن يقر الأطباء والفقهاء ذلك بشكل جماعي، مشيرا إلى أهمية عرض القضية على مجمع البحوث للتوصل إلى رأي نهائي فيها.

قلت : ذكر مسألة الظن التي علقت عليها سابقا , و هذا الشيخ يشترط أن يصبح الضرر محققا ! و أن يحكم بهذا الضرر اجماع الأطباء - و هو مستحيل عمليا !- , و بعد هذه الشروط التي ما انزل الله بها من سلطان , لا يتكرم علينا الشيخ و يصدر الفتوى بل إنه مطلوب عرضها على مجمع البحوث الأسلامية !
و يكفي للتدليل على مدى هزل و خفة هذا الكلام - و أنا أحس بمرارة و أنا أقول هذا - أنه في حالة الوصول لليقين أو الضرر المؤكد فإن المسلم لا يحتاج لفتوى فالأمر سيكون ساعتها واضح جلي لأي مسلم ! بل لو ذهب المسلم للحج ساعتها - عند الضرر المحقق - بناءا على فتوى هذا الشيخ أو أمثاله و مات هذا الحاج لكان حكمه مثل حكم المنتحر لأنه يصبح مثل من سمع كلام شيخ يقول له ألق نفسك في البحر لتصبح شهيدا !

و وجدت أيضا أحد المعلقين من العامة يقول :
لم يوجلو التجمعات الرياضية مثل كاس القارات فكيف نوجل فريضة الحج او العمرة

قلت : إن إجتماع السملين في صلاة الجمعة مثلا في المسجد الحرام أو المسجد النبوي يفوق في العدد أي تجمع في إستاد في اي بطولة و لو كانت بطولة كأس العالم - هذا أولا -
و ثانيا مدة إجتماع المسلمين تكون أطول و ليست لساعة أو إثنين , فهي في الحج تكون لأيام , و في عمرة رمضان يكون هناك إعتكاف في المسجد أي إقامة كاملة
ثالثا : هذا القارئ لم يفكر في العادات الصحية السيئة و التي يحكي عنها كل العائدين من الحج و العمرة و التي لا تماثل و لا تقارب عادات من يرتادون الأستادات في الغرب
رابعا : الحج يجتمع فيه أناس من أكبر عدد من البلاد بلا منازع - لكن اي إستاد في أي بطولة سيكون فيه كم من الجنسيات ؟ عشر جنسيات ؟ عشرون ؟ ليس أكثر , لكن الحج يقدم عليه المسلمون من كل البلاد حتى الغربية منها ! أي يتعدى المائة دولة بلا شك ! أي فرصة غير مسبوقة لأنتشار المرض و العودة به كل فرد لبلده أو محل إقامته !

و من أفتي بجواز التأجيل أو ناقش الموضوع , ارتكز أو استدل بحديث النبي صلى الله عليه و سلم المذكور في حالة إصابة بلد ما بالطاعون , و هو استدلال خاطي - للأسف - من وجهين , أولها أن الطاعون في عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان مميتا اكثر بكثير من إنفلونزا الخنازير في عصرنا , و الإختلاف الثاني هو أن الطاعون وقتها لم يكن له علاج , بينما إنفلونزا الخنازير لها علاج ,

لابد أن نعلم أن معدل موت المصابين الإنفلونزا الموسمية - العادية - هو 0.05 % , بينما معدل موت المصابين من إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة الأمريكية - حسب آخر إحصاء بتاريخ 18 - 7 - 2009 - هو 0.65 % , أي أن معدل الوفاة أكثر من عشرة امثال الإنفلونزا العادية ! و هي نسبة كبيرة , و تزعج الغرب و خصوصا أن معدل إنتشار المرض كبير و سريع جدا ! و لا ننسى أيضا أنهم يقدرون النفس البشرية - و ليس مثلنا -

و هناك من أصاب في جزء من المسألة مثل :

ويقول الشيخ عبد الله الفقيه مشرف الفتوى بالشبكة الإسلامية:

فلا يجوز للمسلم تأخير حجة الفرض إذا كان مستطيعاً بحجة الخوف من العدوى من أمراض يتوقع حصولها

قلت : قصر الشيخ و لم يذكر حكم من أراد الحج بعد الفريضة

وفي دبي دعا كبير المفتين في دبي، الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، العازمين على أداء العُمرة الى «تأجيلها لحين استقرار الوضع الصحي العالمي، في ظل تزايد رقعة إنتشار فيروس إنفلونزا الخنازير, وحث في فتوى المسلمين على تقليل التكدس في المساجد، والتفرق في ساحاتها، إتقاء لأي عدوى.
قلت: جزاه الله خيرا - فتوى سليمة

ومن جهة ثانية نصح وزير الصحة السعودي د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بعض المرضى وكبار السن والحوامل بتأجيل العمرة والحج هذه السنة
و قد سمعت مثل هذا الكلام من وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي , و كان ظاهرا من كلامه ميله لتأجيل الحج و العمرة هذا العام , و اتهم الشيوخ بإلقاء المسئولية على وزارة الصحة و لمح أنه غير مخول بالفتوى , و هذا في لقاء تليفزيوني على قناة المحور مع الراحل محمود فوزي

و هناك شئ أود أن ألفت النظر إليه , أن شركات السياحة في مصر تضغط لكيلا تصدر فتوى بتأجيل الحج و العمرة هذا العام و تطالب بتعويضات (و هم الذين جعلوا أسعار الحج من مصر أغلى أسعار حج في العالم أغلى من الحج من أمريكا و كندا رغم ارتفاع سعر التذاكر من أمريكاو كندا ثلاثة اضعاف) !!! و لا يجب أن ننسى أن وزير السياحة المصري يمتلك عدة شركات سياحية !
و هذا يبرر لماذا يريد العلماء المصريون أن تصدر الفتوى بشكل جماعي !!! حتى يهربون من أي ضغوط !

و قرأت رأيا لمفتي الأردن يقول فيه أن تأجيل الحج و العمرة شئ يرجع للسلطات و علماء السعودية
قلت : كيف أترك الرأي للسعودية و هي صاحبة مصلحة و يدر عليها الحج و العمرة دخلا كبيرا !!! سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الدولة أو على مستوى أصحاب الحظوة من أصحاب الشركات السياحية داخل المملكة !

و بناءا على ما سبق و غيره , فالصواب في هذه المسألة هو كالتفصيل التالي :

أولا العمرة : المشاهد أن أكثر من ثمانين بالمائة من المعتمرين يؤدون هذه الشعيرة للمرة الثانية أو أكثر (و للأسف لا نملك في العالم الأسلامي أي إحصائات دقيقة حول أي شئ !) , فالحكم بالنسبة لهولاء أنه مكروه و يجب ان يوجهوا بترك على الأقل هذا العام , أما بالنسبة لمن لم يؤدي العمرة من قبل , فعلى من يرى أن العمرة سنة و ليست واجبة , فالتأجيل جائز بل هو الأولى و بالنسبة لأهل مصر فالأولى أيضا الإلغاء لتوفير المبلغ المالي و ادخاره بنية الحج , فالحج ركن
و بشكل عام فلا أعلم أحد قال أنه لا يجوز تأجيل العمرة - حتى بدون سبب فما بالنا و هناك سبب - فالكلام كله حول عدم جواز تأجيل الحج اذا ما كان هناك إستطاعة

ثانيا الحج :
بناءا على كلام وزيري الصحة السعودي و المصري و هم أهل الأختصاص فالواجب تأجيل الحج على فئات الحوامل و الأطفال و مرضى الصدر , و من مناعتهم ضعيفة

أما باقي الفئات :
هناك أمر هام لم يتكلم عليه أي عالم , فالكلام كله عن الخطر على الحجاج , إنما الخطر الحقيقي و الأكبر هو من الحجاج عند عودتهم إلى بلادهم , فالحاج الذي يذهب لأداء ركن من أركان الأسلام ثم يموت فهو شهيد , لكن ما ذنب الذي يصاب بسبب الحاج عند عودته ؟
خطورة المرض أرى أنها أقل من خطورة ركوب الطائرة ذهابا للحج , فراكب الطائرة معرض للموت تقريبا بنفس الدرجة , لكن راكب الطائرة لا يهدد إلا نفسه و لا يهدد أحدا عند عودته من السفر ! و نحن نعلم الترحيب و الأستقبال للحاج !
من متابعتي لأرقام الحج في السنوات الماضية - و هي غير دقيقة - فإن عدد الحجاج يصل إلى 3.5 مليون حاج , منهم 2 مليون حاج على الأقل يحجون للمرة الثانية أو أكثر , و هؤلاء يعرضون أنفسهم و غيرهم للخطر , و منها أيضا أخطار الموت بسبب الزحام عند رمي الجمرات , و يغلون الأسعار على أخوانهم الحجاج الآخرين و بسبب إرتفاع أسعار الحج يمنعون مسلمين آخرين من القيام بالفريضة , فهو أشبه بالصد عن سبيل الله , إذ يمنعون 2 مليون حاج آخر من القيام بالفريضة ! و يعرضون انفسهم و غيرهم للأخطار , فالحج في حق هؤلاء من الواجب تركه , (و عدم قدوم هؤلاء يقلل نسبة الخطر بنسبة 60 % !!!)

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً الكهف 103 - 104
و على العلماء أن يوجهوهم و إلا كانوا مقصرين في تبليغ العلم

ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ الزمر 18

وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ الزمر 55

فلا يجب أن يتقاعس العلماء عن إرشاد المسلمين عن ما هو أحسن في الدين , فمن حج الفريضة فقعوده أحسن بلا ريب , و إنفاقه نفقة الحج في سبيل الله و وجوه الخير الآخرى بعد أن أدى الفريضة , هو أحسن له و للمسلمين

رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا

الأربعاء، 17 يونيو 2009

حيثيات بوست : مبادرة السلام الفلسطينية ,,,, + كيفية التخلص من الفرقة

وجدت أنه من المهم جدا أن أشرح حيثيات و أسباب ما كتبته في البوست السابق و هي تمثل الرد على آراء المدرسة التقليدية - التي لولا أنها لم تأتي بنتيجة لكنت منها - اولا أنا صاحب مدرسة اسلامية- برجماتية (يعني عملية واقعية) يعني اللي يكسبني أعمله طالما لم يبتعد عن حدود الشرع - أما الذي يجعلني أخسر دائما فأكيد هو ليس من الشرع ! الموضوع ليس موضوع حقوق - فلوا كان موضوع حقوق لكنا اخذنا حقوقنا منذ زمن فلابد اذن من وجود طريقة رابحة لأخذ أقصى ما يمكننا من حقوق - في ضوء موازين القوى اما مبدأ استعادة الحقوق عن طريق مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فقائله هو أضل خلق الله - عبد الناصر- وهو اكثر من حصّل الفشل و رأس الخسارة !

طيب هل هذا المبدأ مبدأ إسلامي ؟ في السطور التالية توضيح لحقيقة الأمر

الموضوع موضوع سياسة + ادارة + ادارة استراتيجية و انا استخدم جميع هذه الأدوات او المهارات لتعظيم المكاسب و تقليل الخسائر

فإذا كانت القوة ستأتي لي بخسائر ضخمة و لن أجني بها أيه مكاسب ! اذن فمبدأ إستخدام القوة في هذه الحالة ضرب من ضروب العته و ادمان الخسارة

فالعبرة بتحقيق أكبر قدر من المكاسب و أقل قدر من الخسائر , و الطريقة التي تحقق لي المعادلة السابقة هي الطريقة الصحيحية و ما سواها هو هو الخطأ المبين , و الدين لا يأمرنا بالقتال لمجرد القتال ! لكن يأمرنا بالقتال لنحقق الفوز اذن فالفوز هو الهدف و القتال هو الوسيلة ! فأي وسيلة تحقق لي الهدف فهي وسيلة إسلامية لا ريب , و إلا كان الدين يأمرنا بالهزيمة أو يريد أن نبتعد عن استخدام العقل !

هناك علم اسمه علم الأستراتيجية , و هو عبارة عن مجموعة من المبادئ و الطرق التي كانت تستخدم في الحروب فصاغها الغرب في مبادئ و طبقها في السياسة و في الأدارة و في ادارة المؤسسات الكبيرة

فهي – أي الأستراتيجية – مبادئ ادارية من أصل عسكري

مثلا مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع هو مبدأ عسكري أساسا , لكن مثلا تم تطبيقه في كرة القدم , و يمكن أن أطبقه في شركة كبيرة لها منتجات أما منافسيها

و هو علم مفيد جدا و يحقق مكاسب كثيرة و هو خلاصة لتجارب و دروس قرون طويلة

و لقد حاولت أن أجد مبادئ من أساس إسلامي تكون مماثلة أو موازية لمبادئ الأستراتيجية - مع العلم أن علم الأستراتيجية في غالبيته ليس فيه ما يخالف الشرع – لكني فكرت هل يمكن استخلاص مبادئ موازية لكن من أساس إسلامي ؟

فبدأت و كنت أظن أنها لن تتعدى الثمانية مبادئ أو أصول , فظللت أبحث و أستخلص هذه المبادئ فوجدتها وصلت إلى خمسين مبدأ !!!!!!! , و وجدت أن الغرب يطبق معظمها ! أما العرب فلا يطبقون اكثر من أربعة منها على أكثر تقدير !!!!!!! و نسأل أنفسنا لماذا لا ننتصر ؟؟؟؟؟؟؟

و مبدأ استخدام القوة العسكرية لتحقيق النصر يمثل جزء بسيط من المبادئ التي تحقق النصر – فلابد من الأخذ بجميع – أو معظم هذه المبادئ لتحقيق أعلى المكاسب و تقليل الخسائر

و بالتأكيد فإن الإنتظار لكي نصبح أقوياء يستغرق عشرات السنين ؟ فهل نقف مكتوفي اليدي ؟ أما نستخدم وسائل آخرى ؟

و اللطيف أن العقلية التي تقف مكتوفة الأيدي و تستنزف قواها هي عقلية لن تصل أبدا إلى المقدار المطلوب من القوة و لو بعد مئات السنين !!!

أما العقلية التي تستخدم وسائل آخرى متاحة هي العقلية التي تستطيع مع الوقت اكتساب مزيد من القوة حتى اذا بلغت هذه القوة قدرا كافيا تحقق ساعتها مكاسب إضافية !

و ان شاء الله سأنشر قريبا هذه المبادئ الخمسين

آن الآوان لنتخلص من عقلية الهزيمة و نتخلى عن التعامل مع الأمور العظيمة الأهمية بعاطفية , و الكف عن الأساليب العنترية الجوفاء , فإنما أنا أتخلى عن مبدأ إسلامي لصالح مبدأ إسلامي آخر , و كلها هدفه الفوز و ليس الهزيمة !

حتى أشهر مبادئ الحرب لم يطبقوها ! فالحرب خدعة ؟ هل طبقناه ؟

حتى مبدأ العرب في الجاهلية – الحرب كر و فر – لم يطبقوها فاين مثلا الانسحاب التكتيكي ؟

و لم يتعلموا من دروس التاريخ

فصلاح الدين حرر القدس و بعض الأمارات الصليبية لكنه لم يستطع تحريرها كلها بل ظلت هناك إمارات صليبية قوية على أرض الشام ! ثم جاء الملك العادل و من بعده الملك الصالح ثم تورانشاه ثم شجرة الدر ثم أيبك ثم جاء قطز و حرر جزء من المتبقي ثم جاء بيبرس و اجهز على بقية الأمارات الصليبية بعد أن ضعفت !

كما نرى المعركة جولات و جولات !

فحربنا الآن سياسية تفاوضية إعلامية فهل نسعى و نحاول ان نكسبها ؟ أم نخسر هذه الحرب أيضا مثلما خسرنا الحروب العسكرية ؟

و هناك متغيرات سياسية كبيرة متمثلة في قدوم أوباما , أيضا تغيرات إقتصادية تريد أن تنتهي الحروب و الأزمات لكي يتحقق انتعاش اقتصادي , و هناك متغيرات إعلامية بظهور الانترنت و الفضائيات , فقديما كانت إسرائيل ترتكب المجازر و لا نعلم عنها شيئا و يصعب اثباتها أما الأن فهو كما ترون كل شئ معلوم و واضح

فلنستغل هذه المتغيرات لتحقيق مكاسب و تقليل خسائر و إلا ستحاسبكم الأجيال القادمة حسابا عسيرا و حساب الله أشد !

أما عن وحدة الفلسطينيين أو وحدة العرب أو وحدة المسلمين , فأنا أنظر لقضية الوحدة هذه من منظورين و كلاهما يؤديان لنفس النتيجة

المنظور الأول هو المنظور العملي – فعمليا لم نستطع تحقيق أي وحدة خلال قرون مضت اللهم إلا استثناءات قليلة و لفترات زمنية قصيرة و كانت وحدة جزئية – أي محدودة ! فما الجديد الذي حدث حتى يجعلني أوءمل في تحقيق وحدة ؟ فالعرب هم العرب و النفوس هي النفوس و التاريخ و الواقع خير شاهد !

المنظور الثاني هو المنظور الديني و حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

إن الله زوى لي الأرض . فرأيت مشارقها ومغاربها . وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها . وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض . وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة . وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . فيستبيح بيضتهم . وإن ربي قال : يا محمد ! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد . وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . يستبيح بيضتهم . ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا

الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2889
خلاصة الدرجة: صحيح

و معنى الحديث أنه لو اجتمع أهل الأرض جميعا للقضاء على المسلمين فلن يستطيعوا ذلك , لكن على الجانب المقابل هزيمتنا تأتي من أنفسنا بأننا نقاتل بعضنا بعضا !

و الحديث التالي يزيد الأمر توضيحا :

سألت ربي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين ، و منعني واحدة ؛ سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة ، فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها ، و سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ، فمنعنيها

الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3593
خلاصة الدرجة: صحيح

ففرقة المسلمين هي قدر من الله ! لا فكاك منه بالأسباب الدنيوية ! و الحل هو الفرار من قدر الله إلى قدر الله !

و سبحان الله الذي قدر أنه لا وحدة للمسلمين – أو العرب – إلا بالدين !

وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الأنفال 63

فالله سبحانه و تعالى يقول لو أنفقت ما في الأرض جميعا !!!! أي مهما حاولت من أسباب دنيوية لتأليف قلوبهم لن تجدي نفعا !!!!

وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ آل عمران 103

انظروا إلى كلمة أعداء !!! و من الذي أنهى هذه العداوة و كيف ؟

الذي قضى على هذه العداوة هو الله عز وجل

و كيف ؟ عن طريق الأعتصام بحبل الله

صدق الله العظيم