‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسية. إظهار كافة الرسائل

السبت، 25 يونيو 2011

كيف نخرج من خلافاتنا ؟



ما يجري الآن في المجتمع المصري من تفاعلات سريعة , كان من نتيجتها كثرة الخلافات بيننا بشكل ضخم جداً , و الكل يرى أنه على صواب , و تتعالى الأصوات , و تتزايد التشنجات , مما ينبئ بأننا نفتقد لشئ هام جداً وهو كيفية وضع آلية للخروج من الخلاف , و أكرر الخروج من الاختلاف لا التخلص من الاختلافات لأن التخلص من الاختلافات شئ مستحيل
و الواقع يقول أننا لا نعرف من طرق الخروج من الخلاف إلا طريقة واحدة أو طريقتين على الأكثر , و الطريقة الأكثر شهرة – وهي الأقل فاعلية – هي محاولة إقناع الأطراف الأخرى أو المخالفين بوجه نظري اي مسار الاقناع العقلي , في حين أنه ما هكذا تدار الأمور , فالاقناع قد يضيق الخلاف لكنه لا يخرجنا منه
ما نحن فيه مرجعه من الجذور ثلاثة محاور :

·                 كيف نفكر
الكل يمارس التفكير لكن القليل جدا من يمارس التفكير بطريقة منهجية صحيحة , و بدون أن نتعلم كيف نفكر , فالمنتج الفكري يصبح هزيلا و ضعيفا , فلو اختلفنا مثلا حول مسألة معينة حول ثلاثة آراء , فالآراء الثلاثة لا تصلح أصلا و هي بعيدة عن الصواب ! فما الجدوى من الاتفاق ؟! , فجودة التفكير تنتج فكر جيد و اختيارات أفضل , و بدونها سنظل نختار بين سئ و أسوأ.
و هذا المقال ليس هدفه التركيز على هذه النقطة – لأنها تحتاج لوقت طويل حتى تتحقق -
و مثال لمهارات التفكير : جمع المعلومة ثم انتقاء المعلومة , ثم التحليل ثم بناء سيناريوهات ثم الترجيح ثم النقاش مع المخالف ثم المراجعة وإعادة الحسابات ثم الوصول للمنتج الفكري النهائي , التفكير يحتاج لتدريب حتى يتم الوصول لبنية عقلية متينة لها قدرة على الحكم على الأمور و كذلك القدرة على ابتكار الحلول
إذا كان هذا العنصر هو الذي ينتج أفكارا جيدة تمكنا من العيش بدرجة راقية و متطورة إلا أن النقاط التالية هي الأهم في الوقت الحالي لأن بدونها سنتناحر – و سنتقاتل -
·                 كيف نتعامل مع الاختلاف (نفسياً و أخلاقياً)
احترام المخالف , عدم تسفيهه , و عدم تخوينه , عدم الكبر(الاعراض عن الصواب بعد معرفته و التقليل من الأخرين ) , عدم تحويل الخلاف لعداء , عدم العناد , المرونة في التحول من رأي لرأي , عدم النظر للاختلاف أنه حق و باطل , خطأ و صواب و لكن هناك صواب و أصوب و خطأ و خطيئة و خطأ مشوب بصواب و صواب مشوب بخطأ
الشورى أي تبادل الآراء بروية و هدوء , فمن لم يستمع لرأي الأخر فلم يشاور ولم يأخذ بالشورى
عدم نسيان الفضل بيننا.
مراعة هذه النقاط هدفه عدم انقلاب الخلاف لنزاع و خصوصمة – فرقة – و أيضا ليظل الخلاف في نطاق الفكر و لا يدخل فيه العاطفة أو الكرامة و العزة مما يؤثر في القرار بشكل سلبي و يحجب التفكير الصحيح الذي هو أساس الخروج من الخلاف

·                 كيف نخرج من الاختلاف (كيف نتعامل مع الخلاف عملياً)

الاختلاف نعمة أم نقمة ؟
الاختلاف في أصله هو التنوع و التوع ميزة كبيرة و رحمة , لكنه لو نتج عنه فرقة فإنه يصبح نقمة

الطرق التي اقترحها الاسلام للخروج من الخلاف
لابد أن نعلم أن الخروج من الخلاف لا يعني القضاء على الخلاف لكن الوصول لحل جزئي أفضل من لا حل – فارضاء كل الناس غاية لا تدرك
لكن بالتأكيد لا يحبذ بقاء الخلاف دون حسم – لأنه يؤدي للفرقة (حتى لو تعمالنا مع الاختلاف و المخالفين بشكل راقي فإن بقاء الموضوع معلقاً هو بذاته مع الوقت يعمق الخلاف و يحوله لخصومة)

·                 الأخذ بالقواعد الدينية الاجمالية – (مثل لا ضرر ولا ضرار , المصلحة الجماعية مقدمة على المصلحة الفردية , الرحمة فوق العدل , لا تهاون في الجرائم الكبرى , مراعاة الضعيف إلخ إلخ)
·                 ترك الأمر للحاكم أو للأعلى بشكل عام (نظام الرتب , أو أن القرار يكون في يد المدير)
·                 الاحتكام للمتخصصين –
·                 الاحتكام لأهل التقوى – يحكم به ذوا عدل منكم
·                 ترك الأمر لحكم أو رأي من سيقع عليه التبعة الأكبر للتنفيذ أو التبعة الأكبر للنتيجة (تقسيم المحافظات , استفتاء الشعب على الحرب أو على الاتحاد مع دولة أخرى)
·                 الاحتكام للأشخاص بشكل عام ,أو لطرف خارجي يرتضيه الطرفان
·                 الاتفاق على قواعد يحتكم إليها عند الحاجة
·                 الأغلبية , و الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ برأي الأغلبية في الخروج لغزوة أحد , و ذم الأغلبية في القرآن هو في المسائل الاعتقادية لا في الأمور الدنيوية
·                 القرعة – يسمى في الحديث النبوي الاستهام
·                 قتال المخالف المصمم على باطله (مثاله في العصر الحديث التعامل مع البلطجية)
·                 الأخذ بما توصلت إليه الأمم الأخرى – مثل عمل مؤسسات لحسم الخلاف و عمل نظام لحسم الخلافات - أي من ؟ و كيف ؟ - (في أمريكا مثلاً من , هو الكونجرس , و كيف , هي القواعد و الوقانين المنظمة لعمل الكونجرس)


الأربعاء، 26 يناير 2011

عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب



نعوم تشومسكي : عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب

ترجمة : عرب ويكيليكس

تناقلت عدّة مواقع عالميّة في الأيّام الأخيرة قائمة أعدّها المفكّر الأمريكي نعوم تشومسكي واختزل فيها الطّرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالميّة للسيطرة على الشّعوب عبر وسائل الإعلام في 10 استراتيجيّات أساسيّة.
وبما أنّ نظريّة المؤامرة تلقى رواجا كبيرا لدى شبابنا فقد رأيت أنّه سيكون من الأنفع لي ولهم أن نطّلع على تحليل لمفكّر بوزن نعوم تشومسكي بدلا عن مشاهدة مقاطع الفيديو الطّفوليّة التي تنتشر على فايسبوك والتي بلغت من السّخافة حدّا يجعل ضررها أكثر من نفعها

لم أجد المقال باللغة العربيّة فرأيت أن أقوم بترجمته حتّى يتسنّى لزوّارنا الاطّلاع عليه والاستفادة منه، وسأقوم إن شاء الله بترجمة بعض المقالات الأخرى كلّما سمح الوقت بذلك
أرجو لكم قراءة طيّبة.


(1)
استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

(2)
ابتكر المشاكل ... ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا "المشكل - ردّة الفعل - الحل". في الأول نبتكر مشكلا أو "موقفا" متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: ترك العنف الحضري يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، أو: ابتكار أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه.

(3)
استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 سنوات. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة.

(4)
استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء "مؤلم ولكنّه ضروري"، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة
أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد"، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.

(5)
مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا؟ 
"
إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

(6)
استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات.

(7)
إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. "يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى" (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

(Cool 
تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من "الرّائع" أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا

(9)
تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة!

(10)
معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الفارطة، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل "النّظام" إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا "النّظام" قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام - في أغلب الحالات - يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.






الاسم(Avram Noam Chomsky) أفرام نعوم تشومسكي
الميلاد 7 ديسمبر 1928 (العمر 82)، فيلادلفيا، بنسلفانيا
المدرسة/التقليد الفلسفي اللسانيات، الفلسفة التحليلية
الحقبة فلسفة القرن العشرين / الحادي والعشرين
الإقليم الفلسفة الغربية

منقول من



الجمعة، 22 أكتوبر 2010

إسرائيل قدوتنا




أعتذر أني سأخيب ظن القراء الذين سيظنون أني أتلاعب بالألفاظ في العنوان , فيعتقدون أني أقصد بكلمة إسرائيل هو سيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف عليهما السلام , لكن الحقيقة أني أقصد تماما إسرائيل الدولة
و هذه المقال هي لتوضيح لماذا يجب أن نتخذ من إسرائيل قدوة لنا – و رغم قسوة الكلمة – لكن الواقع أقسى
هذه ليست دعوة لتعظيم العدو أو إعطاؤه أكبر من حجمه , و ليست فصل جديد من فصول جلد الذات أو الهزيمة النفسية , لكنها رؤية صادقة لحقيقة صادمة

ما الذي تقوم به إسرائيل و يستحق الاقتداء ؟ :

التخطيط الجيد – بشقيه قصير و طويل الأمد -
التنفيذ الجيد (و استخدمت لفظ جيد و ليس جيد جدا أو ممتاز)
تحكيم العقل لا العاطفة
أسلوب المبادرة لا رد الفعل (نقطة البدء تكون من عنده , و متى يبدأ و متى ينهي)
التحسب للمفاجئات
استغلال المفاجئات (أي استغلال أي مفاجئة تحدث لم تكن في حسبانهم)
تصدير المشاكل للخصوم
العمل على أن يكون دائما للخصم كم من المشاكل التي تلهيه – فلا تدع له فرصة للتفكير أو المبادرة أو حتى التقاط الأنفاس -
تضييق الخيارات المتاحة للآخرين
كسب التعاطف و العمل على تحسين صورتهم
استخدام القوة لفرض سياسة الأمر الواقع و اتباع المناورات لتكريس التغيير ليصبح واقع
عدم الصراخ بالقوة
عدم التفوه إلا بما يقدرون عليه – فتعلو مصداقيتهم و تعظم هيبتهم -
استدراج الآخرين لقضايا فرعية
كسب الحلفاء
الغاية تبرر الوسيلة
استغلال الداخل للتنصل من المواقف السابقة (بحجة ضغوط الرأي العام – في حين أنهم هم من يوجهون الرأي العام عن طريق الإعلام !) بل و التذرع بالرأي العام للخصم للتنصل أيضا من الالتزامات !
اتباع سياسة تقسيم الأداور – يظهرون بمظهر المتنافرين لكن ليس كذلك – فقلوبهم ليست واحدة لكن مصالحهم واحدة !
دفع الخصم للبدء من الصفر مع الاحتفاظ بما حصلوا عليه من الخصم
الخروج على الخط السائد من حين لآخر حتى لا يتم التنبوء بما سيفعلونه مستقبلا (أي يصبحوا غير مقروئين للخصم) – أي كسر الثوابت من حين لآخر مع العودة إليها ثانية
دراسة الخصم و سلوكياته للتنبوء بأفعاله و ردود أفعاله

دفع الخصم لسلوك عكس ما سبق تماما أي :

تشجيع الخصم على العشوائية و عدم التخطيط , و التخطيط القاصر و المعيب
دفع الخصم لتنفيذ خططه الفاشلة ! و عرقلة تنفيذ الخطط الجيدة  و إظهار عيوب مفتعلة و غير حقيقية في الخطة الجيدة لدفعه لتغييرها !
دفع الخصم للتحرك بالعاطفة لا العقل
تشجيع الخصم على سياسة ردود الأفعال و تخويفه من المبادرة
صرف نظر الخصم عن أي مفاجئات مخططة
العمل على تحييد أي تحرك محتمل للخصم لاستغلال مفاجئات تحيق بإسرائيل
تحييد أي عمل من شأنه تصدير مشاكل لإسرائيل مع سد أي ثغرات ممكن النفاذ من خلالها
كلما ضاقت الخيارات أمامهم فتحوها باقتراحات و اختيارات مبتكرة و تضييع الوقت في مناقشة الاقتراحات
تشويه سمعة الخصم – لكن بشكل غير مباشر لا يد لهم فيه –
العمل على تقييد أي نمو لقوة الخصم مع تخويفه من مغبة إستخدام قوته
دفع الخصم لمواقف هوجاء صراخية لتقليل مصداقيته و زوال هيبته
عدم تمكين الخصم من استدراجهم لما يريده – فرض الأسلوب و الأهداف –
العمل على تفكيك (و افشال ان أمكن) أي تحالفات يقوم بها الخصم بل و تقليل فرصة قيام تحالفات أصلا و العمل بالعكس على جعله يكسب اعداء جدد
جعل الخصم يلتزم بأخلاقيات و مبادئ لاحراجه و جني مكاسب مجانية من وراء ذلك
استغلال الرأي العام للخصم في دفعه لاتخاذ مواقف غير مخططة و عشوائية – تحت ضغط الرأي العام –
اظهار الخصم ككتلة واحدة فتلتصق به أي عمل خارج تقوم به فئة طائشة – أي تحميل الخصم مسئولية أي عمل مسئ للسمعة –

هناك جملة ذكرت في فيلم غبي منه فيه على لسان هاني رمزي : أنا مش عارف اللي بيحصلي دة سوء حظ و لا غباء من الآخرين !
ذكاء اليهود أم خيبة العرب ؟
أترك لكم الإجابة . . . . .

الاثنين، 15 مارس 2010

خدعوك فقالوا : الخلع


هناك أكذوبتان بخصوص الخلع نشرتهما جماعات دعاة حقوق المرأة و ضللوا بهما كثيرا من الناس , بخصوص الخلع , الأكذوبة الأولى و هي أن الفقهاء أخفوا أو امتنعوا عن تنفيذ أحكام الخلع طوال 1400 عام !!! و الخلع بنص الآية الكريمة :

ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَآ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ    البقرة 229

و هناك أيضا حديث نبوي شريف :
جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إني لا أعتب على ثابت في دين ولا خلق ، ولكني لا أطيقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فتردين عليه حديقته ) . قالت : نعم .
الراويعبدالله بن عباس المحدثالبخاري - المصدرصحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5275
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

و الحقيقة أن الخلع و أحكامه كانت مطبقه طوال هذه القرون سواء من قبل الأفراد الذين يعرفون حدود الله أو من قبل القضاء و أحكامه
أولا : على مستوى الأفراد
فالخلع في صورته البسيطة هو إصطلاح الزوجين على الطلاق بناءا على رغبة تبديها الزوجة في مقابل أن تتنازل عن بعض أو كل حقوقها كمطلقة , هذا يحدث بشكل ودي كثيرا
ثانيا على مستوى الجماعة و القضاء
لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالطلاق للضرر , إنما استنبطه الفقهاء من أحكام و نصوص الخلع , و توسع فيه كثيرا المذهب المالكي , أي أن ذهاب المرأة للقاضي لطلب الطلاق للضرر هو نفسه الخلع لأنه ليس له مستند من الشرع غير الخلع لأن الطلاق بيد الرجل , أما القاضي فليس بيده الطلاق إنما يحكم بالخلع , بل إن الفقهاء جعلوا الطلاق للضرر مع احتفاظها بجميع حقوقها كمطلقة مثل النفقة و المؤخر و جعلوها لا ترد المهر مثل الخلع ! و كل هذا تحيز للمرأة من جانب الفقهاء ! و الطلاق للضرر موجود في القضاء طوال القرون الماضية ,  أما قانون الخلع في صورته الحالية فهو غير شرعي – لأن القاضي ملزم بالتطليق دون أن يكون له أي رأي فبذلك أصبح للمرأة تلقائيا حق الطلاق و هذا لا يجوز شرعا , فهناك حديث نبوي آخر و هو حديث صحيح جاءت فيه المرأة تطلب من الرسول صلى الله عليه و سلم أن يطلقها من زوجها فسألها عن السبب و حقق فيه و تبين كذبها فرفض طلبها , فبهذا نستنتج استنتاجين هامين الأول لا يجوز تقييد يد القاضي و إلزامه بحكم واحد لأن هذا لا يعد قضاءا – بل تهريج – و الشئ الثاني أن طلب المرأة للخلع متروك لحكم القاضي لا أنه حق مطق غير مقيد , و لكي أزيد هذا الأمر توضيحا فالخلع بصورته المشهورة و هو طلب الطلاق مع رد المهر لا يجوز إلا للمتزوجة حديثا (لأنهم في العصور الأولى كانوا يتزوجون سريعا لا كما يحدث الآن خطبة بالسنين ! )  لأن الزوجة في بدء الزواج قد تكتشف أشياء تنفرها من زوجها لم تستطع أن تتبينها قبل الزواج , أما إذا طالت المدة و خصوصا إذا كان هناك أولاد فلا يجوز لها إلا التطليق للضرر أي عليها إثبات أنه وقع عليها ضرر يستحيل معه العشرة ساعتها يحكم لها القاضي
و استطاعت جماعات حقوق المرأة أن تضحك على الشيوخ عن طريق ترويج هذه الأكذوبة و تم تمرير هذا القانون المشبوه – الغير شرعي – و للأسف لم يستطع  أحد ان يكشف عواره و مخالفته للشرع – و كم من الحقوق ضاعت بسبب ضعف الحجة – لضعف علم شيخ الأزهر !!!

الأكذوبة الثانية  :هي أن الخلع لم يؤدي إلى زيادة حالات الطلاق في مصر بعد صدور القانون !
و هم يحسبون فقط عد القضايا المرفوعة و يعتبرونها دليلا ! تلبيسا على البسطاء !  لكن الحقيقة أن هناك الكثير من الرجال بعد أن علموا أن الطلاق آت آت إذا صممت المرأة على الخلع فإنهم يبادرون بالاتفاق الودي على الطلاق توفيرا للبهدلة في المحكمة و كذلك لكي لا يطلق على الزوج لقب المخلوع إذا هو صمم على عدم الطلاق و ذهبت الزوجة للمحكمة لطلب الخلع , و التأثير الثاني تأثير غير مباشر و هو أن المتزوجات حديثا – غالبية الطلاق يكون في السنة الأولى -  دفعها ثقتها في قدرتها على الخلع في اي وقت إلى ألا تبذل مجهودا كافيا للتأقلم مع زوجها أو بذل الجهد للمحافظة على رباط الزوجية , فتسارع بطلب الطلاق إذا منعها مثلا من شئ تحبه – أنا مبحبش حد يتحكم فيا -  و المرأة بسبب أنها لا تتحمل تكاليف الزواج (حيث يتحملها الرجال زوجها و أباها) و بسبب التحريض الدائم من وسائل الاعلام ضد زوجها أو الرجل بشكل عام , بالاضافة لن غالبية الفتيات يكن مدلالات في بيت آبائهن – فلا تحارب من أجل الحفاظ على الزواج – أنا خلاص مش قادرة أعيش معاه يا بابا , أنا إيه اللي يجبرني على العيشة دي

و قانون الخلع مطبق في مصر منذ عام 2000 , و لأن تأثير أي قانون لا يكون فوريا , فإنهم إمعانا في التضليل نظروا للسنة الأولى فقط لكي يوهوما الرأي العام – شوفنوا مفيش حاجة حصلت أهوه و اللي كنتوا خايفين منه محصلش – لكن في الأعوام السبعة الماضية هناك زيادة في معدلات الطلاق بصورة مرعبة حتى وصلنا لحالة طلاق من كل ثلاث زيجات حديثة ! و هناك من يقول انها وصلت 45% من كل زيجة حديثة !

خدعوك فقالوا : هذا الأمر لا يوجد عليه نص صريح من القرآن أو السنة


كلما أراد المنحرفون تحريف الدين – مثل جماعات حقوق المرأة – نجدهم يستخدمون هذه الجملة هذا الأمر لا يوجد عليه نص صريح من القرآن و السنة ,  و لو وجد نص فانه يفرغونه من معناه
و هذا هو التحريف بعينه , و تناسوا أن عدم ووجد النص الصريح لا يعني أن الأمر مباح مطلقا – فعندما لا يكون هناك نص صريح يتم اللجوء لوسائل الاجتهاد المشهورة في الفقه الاسلامي مثل القياس و القرآن يقول :
 وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً    النساء 83

بنص الأية هناك شئ اسمه الاستنباط و يقوم به فئة محدودة من العلماء و يجب أن نأخذ بقولهم

فمثلا السجائر ليس فيها نص صريح , غالبية المخدرات لا يوجد فيها نص صريح , بل هناك أنواع من المخدرات – تسبب الادمان – و ليس لها تأثير مسكر بل بالعكس لها تأثير منشط !
الأموال كانت ذهب و فضة دنانير و دراهم , الآن هي أوراق ليس لها ضمان , فلو قلنا ليس فيها نص صريح , فليس في أوراق النقد زكاة و لا ينطبق عليها تحريم الربا – الخلاصة الاستنباط جزء من الدين و هدفه استخراج الأحكام من الأدلة الغير صريحة

فجعلوا تعيين المرأة قاضية ليس فيه نص صريح , تولي المرأة رئاسة الدولة ليس فيه نص صريح , حجاب المرأة المسلمة ليس فيه نص صريح , أما مساواة المرأة بالرجل ففيها نص وهو النساء شقائق الرجال ! (و الحقيقة أنه نص متشابه لا محكم , انما النصوص المحكمة تقول بوجود فارق بين الرجل و المرأة  و تعطي الرجل سلطة أكبر و تحمله بمسئوليات أكبر في المقابل)
فإن كان هناك نص صريح حاربوه بالمتشابه , حاربوه بالأخذ بالشاذ من الآراء الفقهية – من زلات العلماء- , و إن كان هناك نص متشابه يصب في أغراضهم جعلوه محكما , ولو كان النص المتشابه لا يصب في مصلحتهم حوروه ليفرغوه من معناه , و هذا هو التحريف بعينه

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ   آل عمران 7

 مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَٰعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً    النساء 46

الأربعاء، 17 يونيو 2009

حيثيات بوست : مبادرة السلام الفلسطينية ,,,, + كيفية التخلص من الفرقة

وجدت أنه من المهم جدا أن أشرح حيثيات و أسباب ما كتبته في البوست السابق و هي تمثل الرد على آراء المدرسة التقليدية - التي لولا أنها لم تأتي بنتيجة لكنت منها - اولا أنا صاحب مدرسة اسلامية- برجماتية (يعني عملية واقعية) يعني اللي يكسبني أعمله طالما لم يبتعد عن حدود الشرع - أما الذي يجعلني أخسر دائما فأكيد هو ليس من الشرع ! الموضوع ليس موضوع حقوق - فلوا كان موضوع حقوق لكنا اخذنا حقوقنا منذ زمن فلابد اذن من وجود طريقة رابحة لأخذ أقصى ما يمكننا من حقوق - في ضوء موازين القوى اما مبدأ استعادة الحقوق عن طريق مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فقائله هو أضل خلق الله - عبد الناصر- وهو اكثر من حصّل الفشل و رأس الخسارة !

طيب هل هذا المبدأ مبدأ إسلامي ؟ في السطور التالية توضيح لحقيقة الأمر

الموضوع موضوع سياسة + ادارة + ادارة استراتيجية و انا استخدم جميع هذه الأدوات او المهارات لتعظيم المكاسب و تقليل الخسائر

فإذا كانت القوة ستأتي لي بخسائر ضخمة و لن أجني بها أيه مكاسب ! اذن فمبدأ إستخدام القوة في هذه الحالة ضرب من ضروب العته و ادمان الخسارة

فالعبرة بتحقيق أكبر قدر من المكاسب و أقل قدر من الخسائر , و الطريقة التي تحقق لي المعادلة السابقة هي الطريقة الصحيحية و ما سواها هو هو الخطأ المبين , و الدين لا يأمرنا بالقتال لمجرد القتال ! لكن يأمرنا بالقتال لنحقق الفوز اذن فالفوز هو الهدف و القتال هو الوسيلة ! فأي وسيلة تحقق لي الهدف فهي وسيلة إسلامية لا ريب , و إلا كان الدين يأمرنا بالهزيمة أو يريد أن نبتعد عن استخدام العقل !

هناك علم اسمه علم الأستراتيجية , و هو عبارة عن مجموعة من المبادئ و الطرق التي كانت تستخدم في الحروب فصاغها الغرب في مبادئ و طبقها في السياسة و في الأدارة و في ادارة المؤسسات الكبيرة

فهي – أي الأستراتيجية – مبادئ ادارية من أصل عسكري

مثلا مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع هو مبدأ عسكري أساسا , لكن مثلا تم تطبيقه في كرة القدم , و يمكن أن أطبقه في شركة كبيرة لها منتجات أما منافسيها

و هو علم مفيد جدا و يحقق مكاسب كثيرة و هو خلاصة لتجارب و دروس قرون طويلة

و لقد حاولت أن أجد مبادئ من أساس إسلامي تكون مماثلة أو موازية لمبادئ الأستراتيجية - مع العلم أن علم الأستراتيجية في غالبيته ليس فيه ما يخالف الشرع – لكني فكرت هل يمكن استخلاص مبادئ موازية لكن من أساس إسلامي ؟

فبدأت و كنت أظن أنها لن تتعدى الثمانية مبادئ أو أصول , فظللت أبحث و أستخلص هذه المبادئ فوجدتها وصلت إلى خمسين مبدأ !!!!!!! , و وجدت أن الغرب يطبق معظمها ! أما العرب فلا يطبقون اكثر من أربعة منها على أكثر تقدير !!!!!!! و نسأل أنفسنا لماذا لا ننتصر ؟؟؟؟؟؟؟

و مبدأ استخدام القوة العسكرية لتحقيق النصر يمثل جزء بسيط من المبادئ التي تحقق النصر – فلابد من الأخذ بجميع – أو معظم هذه المبادئ لتحقيق أعلى المكاسب و تقليل الخسائر

و بالتأكيد فإن الإنتظار لكي نصبح أقوياء يستغرق عشرات السنين ؟ فهل نقف مكتوفي اليدي ؟ أما نستخدم وسائل آخرى ؟

و اللطيف أن العقلية التي تقف مكتوفة الأيدي و تستنزف قواها هي عقلية لن تصل أبدا إلى المقدار المطلوب من القوة و لو بعد مئات السنين !!!

أما العقلية التي تستخدم وسائل آخرى متاحة هي العقلية التي تستطيع مع الوقت اكتساب مزيد من القوة حتى اذا بلغت هذه القوة قدرا كافيا تحقق ساعتها مكاسب إضافية !

و ان شاء الله سأنشر قريبا هذه المبادئ الخمسين

آن الآوان لنتخلص من عقلية الهزيمة و نتخلى عن التعامل مع الأمور العظيمة الأهمية بعاطفية , و الكف عن الأساليب العنترية الجوفاء , فإنما أنا أتخلى عن مبدأ إسلامي لصالح مبدأ إسلامي آخر , و كلها هدفه الفوز و ليس الهزيمة !

حتى أشهر مبادئ الحرب لم يطبقوها ! فالحرب خدعة ؟ هل طبقناه ؟

حتى مبدأ العرب في الجاهلية – الحرب كر و فر – لم يطبقوها فاين مثلا الانسحاب التكتيكي ؟

و لم يتعلموا من دروس التاريخ

فصلاح الدين حرر القدس و بعض الأمارات الصليبية لكنه لم يستطع تحريرها كلها بل ظلت هناك إمارات صليبية قوية على أرض الشام ! ثم جاء الملك العادل و من بعده الملك الصالح ثم تورانشاه ثم شجرة الدر ثم أيبك ثم جاء قطز و حرر جزء من المتبقي ثم جاء بيبرس و اجهز على بقية الأمارات الصليبية بعد أن ضعفت !

كما نرى المعركة جولات و جولات !

فحربنا الآن سياسية تفاوضية إعلامية فهل نسعى و نحاول ان نكسبها ؟ أم نخسر هذه الحرب أيضا مثلما خسرنا الحروب العسكرية ؟

و هناك متغيرات سياسية كبيرة متمثلة في قدوم أوباما , أيضا تغيرات إقتصادية تريد أن تنتهي الحروب و الأزمات لكي يتحقق انتعاش اقتصادي , و هناك متغيرات إعلامية بظهور الانترنت و الفضائيات , فقديما كانت إسرائيل ترتكب المجازر و لا نعلم عنها شيئا و يصعب اثباتها أما الأن فهو كما ترون كل شئ معلوم و واضح

فلنستغل هذه المتغيرات لتحقيق مكاسب و تقليل خسائر و إلا ستحاسبكم الأجيال القادمة حسابا عسيرا و حساب الله أشد !

أما عن وحدة الفلسطينيين أو وحدة العرب أو وحدة المسلمين , فأنا أنظر لقضية الوحدة هذه من منظورين و كلاهما يؤديان لنفس النتيجة

المنظور الأول هو المنظور العملي – فعمليا لم نستطع تحقيق أي وحدة خلال قرون مضت اللهم إلا استثناءات قليلة و لفترات زمنية قصيرة و كانت وحدة جزئية – أي محدودة ! فما الجديد الذي حدث حتى يجعلني أوءمل في تحقيق وحدة ؟ فالعرب هم العرب و النفوس هي النفوس و التاريخ و الواقع خير شاهد !

المنظور الثاني هو المنظور الديني و حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

إن الله زوى لي الأرض . فرأيت مشارقها ومغاربها . وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها . وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض . وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة . وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . فيستبيح بيضتهم . وإن ربي قال : يا محمد ! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد . وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . يستبيح بيضتهم . ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا

الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2889
خلاصة الدرجة: صحيح

و معنى الحديث أنه لو اجتمع أهل الأرض جميعا للقضاء على المسلمين فلن يستطيعوا ذلك , لكن على الجانب المقابل هزيمتنا تأتي من أنفسنا بأننا نقاتل بعضنا بعضا !

و الحديث التالي يزيد الأمر توضيحا :

سألت ربي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين ، و منعني واحدة ؛ سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة ، فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها ، و سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ، فمنعنيها

الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3593
خلاصة الدرجة: صحيح

ففرقة المسلمين هي قدر من الله ! لا فكاك منه بالأسباب الدنيوية ! و الحل هو الفرار من قدر الله إلى قدر الله !

و سبحان الله الذي قدر أنه لا وحدة للمسلمين – أو العرب – إلا بالدين !

وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الأنفال 63

فالله سبحانه و تعالى يقول لو أنفقت ما في الأرض جميعا !!!! أي مهما حاولت من أسباب دنيوية لتأليف قلوبهم لن تجدي نفعا !!!!

وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ آل عمران 103

انظروا إلى كلمة أعداء !!! و من الذي أنهى هذه العداوة و كيف ؟

الذي قضى على هذه العداوة هو الله عز وجل

و كيف ؟ عن طريق الأعتصام بحبل الله

صدق الله العظيم

المبادرة الفلسطينية للسلام

بعد أن ألقى أوباما خطابه للعالم الإسلامي و تقدم نتانياهو بالرد على خطابه بمبادرة سلام , فهذه صيغة مبادرة سلام فلسطينية مقدمة مني – صيغت ليتفق عليها جميع الفصائل الفلسطينية و تمثل إرشادا للمفاوض الفلسطيني , و تكون رسالة للعالم برغبة الفلسطينيين الجادة في السلام و التجاوب مع فرصة تاريخية لمصالحة إقليمية ذات تأثير عالمي

 بنود المبادرة :

 *@* القدس الشرقية جزء من لا يتجزأ من فلسطين , و هي حسب جميع قرارات الأمم المتحدة أراضي فلسطينية , و أي حديث عن حقوق دينية تاريخية يهودية يفتح الباب أمام الكلام عن حقوق دينية تاريخية إسلامية مما يهدد بإشعال حرب دينية عالمية – ليس لها مرجعية من القانون الدولي و تتوقف فقط على تفسيرات النصوص الدينية الخاصة بكل طرف

 *@* مبدأ يهودية الدولة الإسرائيلية لا يمكن قبوله لأنه يفتح الباب أما "طالبان" آخرى لكن يهودية – تضطهد المسلمين داخلها , و يفتح الباب أمام حروب دينية , و فيه إنتهاك لحقوق الملايين من سكان إسرائيل من العرب , إلا اذا كانت إسرائيل مستعدة لأعطاء جميع الأراضي المقيم عليها عرب للإنضمام إلى دولة فلسطين بعد إستفتاء سكان هذه المناطق

 *@* الحديث عن مبدأ تبادل الأراضي غير مقبول , أما اذا كانت إسرائيل تريد أن تتبرع بإعطاء بعض الأراضي زيادة على الضفة و غزة , من الأراضي التي عليها عرب فلسطين 48 , فسنقبلها بعد إجراء إستفتاء بين سكان هذه المناطق لأخذ رأيهم في الإنضمام لدولة فلسطين

 *@* حق عودة اللاجئين و تعويضاتهم لا يمكن التنازل عنه لأنه حق الأفراد و هم و حدهم يملكون التنازل عنه كل بشكل فردي – مثل تعويضات حوادث الطائرات – لا تملك دولة أن تتنازل عن حقوق تعويضات الأفراد انما هي تمثلهم في مساعدتهم للوصول لحقهم لكن لا تملك التنازل عن هذه التعويضات

و بالنسبة للاجئين الذين لهم حق العودة إلى داخل أراضي غير أراضي الضفة الغربية و غزة , و اذا كانت الدول التي ساندت و تسببت في هذه المشكلة تحديدا بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تدعم رغبة إسرائيل في عدم عودتهم لأرضهم فإنه على هاتين الدولتين أن تعرض الحصول على جنسيتها على هؤلاء اللاجئين – و يترك لهؤلاء اللاجئين حق الإختيار بين الحصول على جنسية الولايات المتحدة الأمريكية – بريطانيا – إسرائيل - فلسطين

 *@*  حق التسليح و السيطرة الكاملة للدولة على أراضيها و سمائها و فضائها و مواردها هو حق أصيل لكل دولة مستقلة و بدونها لا تكون هنا دولة بالمعنى الحقيقي – انما مستعمرة أو منطقة حكم ذاتي

 *@* نريد ضمانات لأمن فلسطين و أراضيه من الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق معاهدة دفاع مشترك زائد ضمانات من حلف شمال الأطلسي , و في حالة إلغاء أو عدم إلتزام الأطراف الموقعة على هذه الأتفاقيات مع دولة فلسطين – يمكن لدولة فلسطين عقد أية تحالفات تراها ضرورية لحفظ أمنها و أراضيها

 *@* إنا و نحن نطوي صفحات ستين عاما من التشريد و القتلى و الآلام للحصول على جزء من أرضنا و لينعم شعبنا بالسلام لا يمكننا أن نعطي تنازلات أكثر مما قدمنا بالفعل لمجرد الحصول على الأمن و السلام , في الوقت الذي يحصل فيه الطرف الآخر على الأمن و السلام و القبول في بيئته و مكاسب إقتصادية مؤكدة تمثل عشرات أضعاف أي مكاسب إقتصادية محتملة للفلسطينيين

 *@*  اتفقنا نحن جميع الأطراف الفلسطينية أنه في حال قبول دولة إسرائيل بالبنود السابقة , على انهاء كافة الأشكال العدائية تجاه إسرائيل و الأعتراف المتزامن بدولة إسرائيل متزامنا مع إعتراف دولة إسرائيل بدولة فلسطين , و على نزع سلاح جميع الفرق الفلسطينية ليبقى سلاح القوات الفلسطينية الرسمية للدولة

 *@* في حالة إخلال أي من الطرفين الفلسطيني أو الإسرائيلي ببنود اتفاقية السلام الشاملة , يتم اللجوء لمحكمة العدل الدولية التي عليها إصدار حكمها في فترة لا تزيد عن سنة ميلادية

 

كتبه محمد مصطفى الشهير ببلوجاتي